ظهور تلك الأسماء الثلاثة ، التي أظهرت فهي ظاهرة با لله وذكر بعده : " أن لتلك الأسماء الثلاثة أركانا ، ولكل ركن ثلاثين اسما " إلى آخر ما ذكر في الحديث ، فعلم أن تلك الأسماء بأجمعها هو المعبّر عنها با لله فالمعنى لله هو تلك الأسماء بأجمعها وهي معانيه ، وحيث علمت أن حقيقة تلك الأسماء هم الأئمة عليهم السّلام . فينتج أنهم عليهم السّلام المعاني لله ، ولما ذكرنا شرح يطول بيانه هنا فالأحسن أن نكلَّه إلى محلَّه . فحاصل ما ذكرنا هو أنهم عليهم السّلام مظاهر علمه الذي وسع السماوات والأرض ، وحكمه على كلّ الخلق ، ونعمه على جميع الخلائق ، وخيره الذي منّ به على الخلائق ، وجنبه الذي لا يضام من التجأ إليه ، وذمامه الذي لا يطاول ولا يحاول ، ودرعه الحصينة ، وحصنه المنيعة ، ورحمته الواسعة ، وقدرته الجامعة ، وأياديه الجميلة ، وعطاياه الجزيلة ، ومواهبه العظيمة ، ويده العالية ، وعضده القوية ، ولسانه الناطق وأذنه السميعة ، وحقّه الواجب على كلّ أحد ، وما أشبه هذه الأسماء المذكورة في أسمائه تعالى . وقد علمت أن هذه المعاني صفات له تعالى لا بد من معرفتها ، وهي معاني الله تعالى قائمة به تعالى ، فهي بالنسبة إلى ذاته تعالى ليست شيئا موجودة بنفسها فلا تحقق لها إلا بالذات ، وإنما يعتبر لها حقيقة ، ويفرض لها تذوتا بلحاظ آثارها وأعراضها . وبعبارة أخرى : هي بالنسبة إلى الله تعالى أسماء ومعان له تعالى بنحو تقدم شرحه ، وبالنسبة إلى آثارها في عالم الوجود أسماء أعيان وذوات قائمة على آثارها وأعراضها بما قبلت من إمداداتها ، ولا نعني بالذات والعين إلا عينيتها وتذوتها بنحو يلاحظ باعتبار الآثار لا باعتبار ذاته تعالى ، فهم في مقام حقائق الأسماء الإلهية بأسرها واجدون ، لأعلى المقامات التي هي موضع الرسالة ، لأن تلك الحقائق والأسماء المشروحة في الجملة مطارح الإرسالات الإلهية أعني مواد الحياة الوجودية في عالم الخلق من الماء الإلهي النازل من سماء الذات إلى أرض الولاية