وفيه بإسناده عن عمار بن مروان قال : سألت أبا عبد الله عليه السّلام الحديث بنحو ما مرّ مع زيادة . وفي بصائر الدرجات [1] بإسناده عن حذيفة بن أسيد الغفّار قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله : " ما تكاملت النبوة لنبي في الأظلة حتى عرضت عليه ولايتي وولاية أهل بيتي ومثّلوا له ، فأمروا بطاعتهم وولايتهم " فدل قوله صلَّى الله عليه وآله على أن مقام النبوة لم يكمل في نبي إلا بعد الإقرار بولايتهم وإطاعتهم . وأما المعنى الثاني لقوله عليه السّلام : " فنحن معانيه وبيانه " أنه قد تقدم قول الأمير والصادق عليهما السّلام : " والله نحن الأسماء الحسني " وعلمت معنى كونهم أسماء الله هو كونهم صفاته تعالى . ففي توحيد الصدوق ومعاني الأخبار بإسناده عن ابن سنان قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن الاسم ما هو ؟ فقال عليه السّلام : " ( فهو ) صفة لموصوف " . فحينئذ قوله عليه السّلام : " فنحن معانيه ، " أي معاني الله وهو أي الله اسم للذات المستجمع لجميع الصفات الجلالية والجمالية فمعنى الله تلك الأسماء ومعنى الأسماء هو الصفات ، وعلمت فيما تقدم أنهم صفاته تعالى المخلوقة المحدثة ، التي بها يعرف الله تعالى . ففي توحيد الصدوق بإسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : " إن الله تبارك وتعالى خلق أسماء بالحروف ، وهو عز وجل بالحروف غير منعوت ، وباللفظ غير منطق إلى أن قال عليه السّلام : فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها ، وحجب واحدا منها وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة ، التي أظهرت ، فالظاهر هو الله تبارك وتعالى " الحديث ، وسيأتي تمامه في الشرح . فقوله عليه السّلام : فالظاهر هو الله تبارك وتعالى بعد قوله : المخزون بهذه الأسماء الثلاثة التي أظهرت ، يستفاد منه أن الله هو الاسم الجامع الظاهر ، وظهوره عبارة عن
[1] في الجزء الثاني منه باب ما خصّ الله به الأئمة من آل محمد من ولاية الأنبياء لهم في الميثاق . .