يسألون ، فقال فيما أوجب من محبته لذلك الرجل من يطع الرسول فقد أطاع الله 4 : 80 الآية . فمن قال لك : إن هذه الفريضة كلَّها إنما هي رجل ، وهو يعرف حدّ ما يتكلم به فقد صدق . ومن قال : على الصفة التي ذكرت أنت بغير الطاعة ، فلا يغني التمسك بالأصل بترك الفروع ، كما لا تغني شهادة لا إله إلا الله بترك شهادة أن محمدا رسول الله " . الحديث . فبين عليه السّلام أن القول : إن الدين هو معرفة الرجال ، فإذا حصلت لا تجب الأعمال بعد فهو باطل كما مثله عليه السّلام . وأما إذا كان بالنحو الذي ذكره عليه السّلام فهو حق . وحاصل ما ذكره : أنه لا بد من معرفة الرجال ، وأنه المقصود من الشرع ، ولا بد من العمل كما عملوا فإنه عليهم السّلام حقيقة العمل والعبادة ، فمعرفتهم والعمل بما أمروا يوجب الوصول إلى معرفة الله كما ذكر في متن الحديث ، فلا العمل بدون المعرفة يعني العامل ، ولا المعرفة بدون العمل يكون دينا وطاعة لله تعالى . والحاصل أن معرفتهم هو الأصل المقصود من الشرع ، ولا بد من العمل ، لأنه به يتوصل إلى ذلك ، بل لا تكون درجة لأحد حتى النبيين في نبوّتهم إلا على حدّ معرفتهم والإقرار بها . ففي بصائر الدرجات في باب أمر في الولاية للأئمة عليهم السّلام بإسناده عن عبد الأعلى قال : قال أبو عبد الله عليه السّلام : ما نبئ نبي قط إلا بمعرفة حقّنا وبفضلنا عمن سوانا . وفي كتاب اللوامع النورانية [1] للسيد هاشم البحراني ( رضوان الله عليه ) بإسناده عن عمار الساباطي قال : سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن قول الله عز وجل : أفمن اتبع رضوان الله كمَن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير . هم درجات عند الله 3 : 162 - 163 فقال : " الذين اتبعوا رضوان الله هم الأئمة عليهم السّلام وهم والله يا عمار درجات للمؤمنين وبولايتهم ومعرفتهم إيانا ، يضاعف الله لهم أعمالهم ويرفع لهم الدرجات العلى " .