صاروا عينها . . إلخ . أقول : وذلك لأن حقيقة الصلاة هو التوجه التام والفناء في المعبود بالحق ، وهذا لم يكن إلا فيهم عليهم السّلام وقد نقلوا آثار فنائهم عن أنفسهم وفي معبودهم حال الصلاة في كتب الأحاديث من تلك الغشية والهزة والغفلة عن غير الحق حتى عن بدنهم عليهم السّلام . وله وجه آخر ذكر في المحكي عن البصائر عن الصادق عليه السّلام حين سئل عليه السّلام عن أمور فأجابه عليه السّلام وكان فيما سأله أن سأله أنهم يقولون : إن الصلاة ونحوها هو رجل ، وإن المحرمات كالخمر والمعاصي هو رجل ، فأجاب عليه السّلام مفصلا فإنه على تقدير هو كلام فاسد وعلى تقدير هو كلام صحيح . إلى أن قال عليه السّلام : " ثم إني أخبرك أن الدين وأصل الدين هو رجل ، وذلك الرجل هو اليقين والإيمان وهو إمام أمته أو أهل زمانه ، فمن عرفه عرف الله ودينه ، ومن أنكره أنكر الله ودينه ، ومن جهله جهل الله ودينه ، ولا يعرف الله ودينه وحدوده وشرايعه بغير ذلك الإمام فذلك معنى أن معرفة الرجال دين الله . . إلى أن قال عليه السّلام : وأخبرك أني لو قلت : إن الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج والعمرة ، والمسجد الحرام والبيت الحرام والمشعر الحرام ، والطهور والاغتسال من الجنابة وكلّ فريضة كان ذلك هو النبيّ ، الذي جاء به من عند ربّه لصدقت ، لأن ذلك كلَّه إنما يعرف ذلك بالنبي ، ولولا معرفة ذلك النبي والإيمان به والتسليم ما عرف ذلك ، فهذا كلَّه ذلك النبي وأصله وهو فرعه ، وهو دعاني إليه ودلني عليه وعرّفنيه وأمرني به ، وواجب عليّ له الطاعة فيما أمرني به ولا يسعني جهله ، وكيف يسعني جهل من هو فيما بيني وبين الله ، وكيف لا يكون ذلك معرفة الرجل وإنما هو الرجل ، وإنما هو الذي جاء به عن الله وإنما أنكر الدين من أنكره . . إلى أن قال عليه السّلام : إن الله تبارك وتعالى إنما أحبّ أن يعرف بالرجال ، وأن يطاع بطاعتهم ، فجعلهم سبيله ووجهه الذي يؤتى منه ، لا يقبل الله من العباد غير ذلك لا يسأل عما يفعل وهم