responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 420


التعرف والتعريف والظهور في مقام صفاته تعالى لا الذات المقدسة ، لأنها بمعزل عن الذات القديم الأزلي الأبدي ، لأن تلك الصفة التي هي حقيقتهم محدثة وصادرة عنه تعالى ، كما علمت أن هذا هو المستفاد من قوله عليه السّلام : " لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك " .
وما ذكرنا من البيان هو المراد من قوله : " أما البيان فهو أن تعرف الله سبحانه ليس كمثله شيء فتعبده لا تشرك به شيئا " .
فإن قلت : لما كان حاصل معرفتهم أنه صفة محدثة بها يعرف الله ، هذا مع أنه قال عليه السّلام في معرفة الله : أن تعرف الله سبحانه ليس كمثله شيء ، وتلك الصفة محدثة مثلها شيء .
قلت : أولا أنه تعالى وصف نفسه بتلك المقامات ، التي هي حقيقتهم الأسمائية الحسنائية وهي معرفة له تعالى ، فهي صفة لا تشبه شيئا لساير صفات الخلق ، وقوله عليه السّلام : تعبده لا تشرك به شيئا هو المقصود من المعرفة .
وحاصله أنه لا بد من عبادة ذات المعبود الأحد ، التي غيّبها عن نفس تلك الصفات وعن الخلق كله ، فلا يتوجه العابد العارف بهم عليهم السّلام إلا إلى الذات تعالى وتقدس ، مع أن العابد أيّا ما كان لا يجد الذات ومع ذلك لا يفقدها حين لا يجدها ، بل وجدها بتلك الصفة وفقدها بكنهها .
وهذا مقام السرّ أي الذات المقنع أي تلك الصفة ، التي سترها عن كثير من الخلق ، وهذا هو حق الحق أي هو المعبود تعالى حينئذ ، وهذا حقّ للحق الكائن بهم وهو تلك الصفة ، وهو البيان أي ظهور الحق والتوحيد الحقيقي بهم وبصفاتهم .
ولعمري إن هذا المقام لهم حيث لا يجدون أنفسهم شيئا ، بل وجدوا الله ظاهرا في كل شيء ، وقد جعل الله لهم كلّ شيء دكَّا ، فهم صعق عند ذاته فان عن أنفسهم بما لها من الحدّ ، ففي ذلك المقام لا صوت ولا أثر إلا صوته وأثره تعالى وهو مقام أنا الحق ، وإليه يشير ما في دعاء ليلة الخميس كما في منهاج العارفين ومعراج

420

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست