النجباء سابعا وهو قوله عز وجل قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربّي لنفِد البحر قبل أن تنفَد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددا 18 : 109 وتلا أيضا : ولو أنّما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم 31 : 27 . يا جابر أتدري ما إثبات التوحيد ومعرفة المعاني ؟ أما إثبات التوحيد فمعرفة الله القديم الغايب ، الذي لا تدركه الأبصار ، وهو يدرك الأبصار ، وهو اللطيف الخبير ، وهو غيب باطن ستدركه كما وصف به نفسه . وأما المعاني فنحن معانيه ومظاهره ، فيكم اخترعنا من نور ذاته ، وفوض إلينا أمور عباده . الحديث . أقول : هذا الحديث ذكره مع صدره الطويل في البحار في بيان معجزات الباقر عليه السّلام [1] . ثم إن المستفاد من هذه الأحاديث وأمثالها أن أمرهم وولايتهم المعبر عنه بالسرّ والباطن وباطن الباطن وأمثال هذه التعابير له مقامات أربعة وهي : حقيقة الرسالة وحمولة الرب يجمعها قوله الولاية الإلهية الثابتة لهم ، الأول : مقام البيان ، الثاني : مقام المعاني ، الثالث : مقام الأبواب ، والرابع : الإمام . وأما معرفة الأركان والنقباء والنجباء ، التي ذكرت في حديث جابر فهي راجعة إلى مقامات جزئية في موارد مخصوصة مكتسبة من الإمام عليه السّلام كما لا يخفى وستجيء الإشارة إليها ، وهذه المقامات الأربعة مأخوذة من حديث جابر ، والعمدة تحقيق معانيها ، وأنه ما المراد منها ، فنقول وعليه التوكل : أما المقام الأول : فهو ( أي البيان ) كناية عن معرفة التوحيد بنحو البيان والظهور كما قال تعالى : حتى يتبين لهم أنه الحق 41 : 53 ، وكيف كان فهو مقام إثبات التوحيد كما قال عليه السّلام في حديث جابر بن عبد الله بعد ما سأله بقوله : فقلت : وما البيان
[1] بقية الحديث في البحار باب معرفتهم بالنورانية ج 26 ص 16 . .