نصيب ، والأخرى فالعلم أنت شريكي فيه ؟ فقلت : أصلحك الله كيف كان يكون شريكه فيه قال : لم يعلم الله محمدا صلَّى الله عليه وآله علما إلا وأمره يعلَّمه عليا . أقول : خصّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله النبوة التي هي جهة الإنباء عن الله تعالى بنفسه الشريفة ، وأما العلم الذي هو حمل النبوة فقد جعل عليا شريكه فيه بأمره تعالى . وفيه [1] عنه ، محمد بن أحمد ، عن علي بن نعمان رفعه عن أبي جعفر عليه السّلام قال يمصّون الثمار ويدعون النهر العظيم ، قيل له : وما النهر العظيم ؟ قال : رسول الله صلَّى الله عليه وآله والعلم الذي أعطاه الله ، إن الله تعالى جمع لمحمد صلَّى الله عليه وآله سنن الأولين من آدم وهلم جرّا إلى محمد صلَّى الله عليه وآله . قيل له : وما تلك السنن ؟ قال : علم النبيين بأسره وإن رسول الله صلَّى الله عليه وآله صيّر ذلك كله عند أمير المؤمنين ، فقال له رجل : يا بن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيين ؟ فقال أبو جعفر عليه السّلام : اسمعوا ما يقول إن الله يفتح مسامع من يشاء ، إني حدثته : إن الله جمع لمحمد صلَّى الله عليه وآله علم النبيين وإنه جمع ذلك كله عند أمير المؤمنين عليه السّلام وهو يسألني أهو أعلم أم بعض النبيين وفيه [2] عنه ، بإسناده عن بعض أصحابنا عن خثيمة قال : قال لي أبو عبد الله عليه السّلام : يا خثيمة نحن شجرة النبوة وبيت الرحمة ومفاتيح الحكمة ، ومعدن العلم وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ، وموضع سرّ الله ، ونحن وديعة الله في عباده ، ونحن حرم الله الأكبر ، ونحن ذمة الله ، ونحن عهد الله فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله ، ومن خفرها فقد خفر ذمة الله وعهده . أقول : الخفر بالخاء المعجمة والفاء نقض العهد . وفيه ، عنه بإسناده عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : ما جاء به علي عليه السّلام خذ به وما نهى عنه انتهي عنه ، جرى له من الفضل مثل ما جرى لمحمد صلَّى الله عليه وآله
[1] الوافي ج 1 باب 84 ص 140 . . [2] الوافي ج 1 باب 72 ، 73 ص 128 ، 129 ، أبواب خصائص إلخ . .