يراد منها أهله في هذه المرتبة الرفيعة ، وإذا أضيف إليه بغير هذه الصفة فيراد إضافتها إليها صلَّى الله عليه وآله باعتبار تلك الصفة دون غيرها كما لا يخفى ، وبيانه مفصل موكول إلى محله ، والحمد لله رب العالمين . الأمر الثاني : في معنى كونهم عليهم السّلام موضع الرسالة . فنقول وعليه التوكل : الموضع اسم مكان بمعنى المحل فهو بمعنى كون الشيء ظرفا لوضع شيء فيه أو أن يحل فيه شيء . فحينئذ ظاهر العبارة أن النبي صلَّى الله عليه وآله الذي عرفت أنه المخبر عن ذات الحق وصفاته وأفعاله وأحكامه ، حيث كان في مرتبة الرسالة وهي مرتبة التبليغ أي لتبليغ ما يمثّل له من الله تعالى بالوحي الإلهي ، فهو رسول أي هو حامل لأعباء الرسالة وعنده حمولة الرب للتبليغ ، فهذه الحمولة التي هي واقع الرسالة وحقيقة النبوة قد وضعها الرسول المعظم بأمر الله تعالى في أهل بيته الأئمة الاثني عشر فهم موضع الرسالة أي محل وضع حمولة الرب وأنه حلت تلك الحمولة فيهم عليهم السّلام فهم موضع الرسالة النبوية ومحل الحمولة الإلهية ، وهذه العبارة من جهة المعنى ترادف أو تقرب من قوله عليه السّلام : السلام على محال معرفة الله ، كما سيجيء بيانه . إذا علمت هذا فاعلم أن الكلام هنا يقع في مقامين : الأول : في بيان ما دل على أنهم عليهم السّلام موضع الرسالة ومحلها وأن النبي صلَّى الله عليه وآله قد أعطاهم تلك الحمولة بأمر الله تعالى . والثاني : في بيان تلك الحمولة التي هي واقع الرسالة التي وضعت عندهم عليهم السّلام فنقول : أما الأول : ففي الوافي عن الكافي بإسناده عن حمران بن أعين عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : إن جبرئيل أتى رسول الله صلَّى الله عليه وآله برّمانتين فأكل رسول الله صلَّى الله عليه وآله إحداهما وكسر الأخرى بنصفين فأكل نصفا وأطعم عليا نصفا ، ثم قال له رسول الله صلَّى الله عليه وآله : يا أخي هل تدري ما هاتان الرمانتان ؟ قال : لا قال : أما الأولى فالنبوة ليس لك فيها