responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 408


عالم الأمر القولي القضائي وذاته الحقيقية وصورته الأصلية إلى عالم الخلق الكتابي القدري في أحسن صورة ، وأجمل كسوة كتمثل جبرئيل عليه السّلام لنبينا صلَّى الله عليه وآله في صورة دحية الكلبي الذي كان أجمل أهل زمانه .
ويقال : ما رآه في صورته الحقيقية إلا مرّتين وذلك أنه صلَّى الله عليه وآله سأله أن يريه نفسه على صورته فواعده ذلك بحراء فطلع به جبرئيل عليه السّلام فسدّ الأفق من المشرق إلى المغرب .
وفي رواية كان له ستمائة جناح ، ورآه مرة أخرى على صورته ليلة المعراج عند سدرة المنتهى ، انتهى .
أقول : هذه التعاريف التي سمعتها من الأعلام كلام لم يؤد حقّ المطلب .
والتحقيق أن يقال : إن حقيقة النبوة هو اتصال قلب النبي وروحه به تعالى ، فتتجلى فيه حقيقة أسمائه الحسني تبارك وتعالى ، كل نبيّ على حسب ما تجلى له ، ففي النبي صلَّى الله عليه وآله إنما هو التجلي الأعظم وحقيقة التجلي هو عين الولاية ، وهي مظهر الوحدانية .
فربما أمر من عنده تعالى بالتبليغ فيكون رسولا ، فيبلغ على نحو ما أمره تعالى كمّا وكيفا فهو منصب إلهي في الرسالة يحكي عن كمال معنوي حاصل بالتجلي الأعظم . وأوصياؤه يقومون مقامه في جميع ما للنبي غير الإنباء عن الله تعالى ابتداء ، نعم يعلم الإمام من الروح الملقى إلى النبي حدوثا الباقي في الأوصياء بقاء .
وبهذا يفرق بين الإمام والرسول وإن أخبرا عنه تعالى .
وتوضيحه : أنه قد وردت روايات كثيرة دلت على أن الإمام يخبر عن الله تعالى بواسطة الروح القدس ، فيمتاز الإمام عن النبي بكونه إماما لا نبيا مع أنه يخبر عنه تعالى بأنه يخبر عنه بواسطة الروح الذي أوحي إلى النبي صلَّى الله عليه وآله فهو نبي لما أوحي إليه الروح فيخبر عنه تعالى بلا وساطة أحد والإمام يخبر عنه تعالى بواسطتين الرسول والروح القدس والنبي بواسطة واحدة وهو الروح القدس .

408

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست