للأحكام والقصاص بالسياسة وتسمى هذه رسالة . وقيل : النبوة قبول النفس القدسية حقائق المعلومات والمعقولات من جوهر العقل الأول ، والرسالة تبليغ تلك المعلومات والمعقولات إلى المستعدين . وقيل : النبوة وضع الآداب الناموسية التي يكون كشفها بسبب الولي ، وقد تقدم بيانه . وقد يطلق كل من النبي والرسول على الآخر في بعض موارد الاستعمال كما لا يخفى . وقال السيد عليخان الحسيني الحسني المدني ( رضوان الله عليه ) في شرحه على الصحيفة السجادية : فقيل : الرسول الذي معه كتاب من الأنبياء ، والنبي الذي ينبئ عن الله تعالى وإن لم يكن معه كتاب ، هكذا قال غير واحد من المفسرين ، وفيه بحث لأن لوطا وإسماعيل وأيوب ويونس وهارون كانوا مرسلين كما ورد في التنزيل ، ولم يكونوا أصحاب كتب مستقلة . فقيل : الرسول من بعثه الله تعالى بشريعة جديدة يدعو الناس إليها ، والنبي يعمّه ومن بعثه لتقرير شريعة سابقة كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا بين موسى وعيسى عليهما السّلام . ويدل عليه أنه عليه السّلام سئل عن الأنبياء ، فقال : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا ، قيل : وكم الرسول منهم ؟ فقال : ثلاثمائة وثلاثة عشر جمّا غفيرا . وقيل : الرسول من يأتيه الملك بالوحي عيانا ومشافهة ، والنبي يقال له ولمن يوحى إليه في المنام ، وهذا القول مروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السّلام قالا : إن الرسول الذي يظهر له الملك يكلمه ، والنبي هو الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك ، والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك . أقول : في الكافي باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث ، بإسناد صحيح عن الأحول قال : سألت أبا جعفر عليه السّلام عن الرسول والنبي والمحدث ، قال : الرسول الذي