يراد نفس حم . وآل أصله أهل قلبت الهاء همزة بدليل أهيل فإن التصغير يرد الأشياء إلى أصولها . إلى أن قال : أهل الرجل آله ، وهم أشياعه وأتباعه وأهل ملته ، ثم كثر استعمال الأهل والآل حتى سمّي بهما أهل بيت الرجل ، لأنهم أكثر من يتبعه ، وأهل كلّ نبي : أمته . قيل : ومنه قوله تعالى : وامر أهلك بالصلاة 20 : 132 . . أنهم أهل بيته خاصة . . وكذا أهل الماء ومنه الحديث : " إن للماء أهلا " أي سكَّانا يسكنونه ، وأهل الإسلام : من يدين به . انتهى ما عن المجمع . أقول : الأهل والآل في استعمال أهل اللغة وأهل الشرع بينهما عموم وخصوص من وجه ، وإن كان أصل آل أهل كما علمت . لكن قد يطلق الآل ويراد به أشراف الأهل فهو حينئذ أخص من أهل . وقد يستعمله أهل الشرع على العكس فيراد من الأهل شرعا أخص من ينسب إلى الرجل فيراد حينئذ من الأهل في موارد إطلاقه الأئمة المعصومين عليهم السّلام . ففي معاني الأخبار ، بإسناده عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال : قلت لأبي عبد الله عليه السّلام : جعلت فداك من الآل ؟ قال : ذرية محمد صلَّى الله عليه وآله قال : فقلت : ومن الأهل ؟ قال : الأئمة عليهم السّلام فقلت : قوله عز وجل : أدخلوا آل فرعون أشدّ العذاب ؟ قال : والله ما عنى إلا ابنته . وفيه بإسناده عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه السّلام : من آل محمد صلَّى الله عليه وآله ؟ قال : ذريته ، فقلت : أهل بيته ؟ قال : الأئمة الأوصياء ، فقلت : من عترته ؟ قال : أصحاب العباء ، فقلت : من أمته ؟ قال : المؤمنون الذين صدّقوا بما جاء به من عند الله عز وجل ، المتمسكون بالثقلين الذين أمروا بالتمسك بهما كتاب الله عز وجل وعترته أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، وهما الخليفتان على الأمة بعده صلَّى الله عليه وآله . . انتهى . ففي هذا الحديث استعمل الأهل على الأئمة والأوصياء عليهم السّلام .