أقول : وأنت أيها الزائر إذا قلت : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، فليكن ما قرأناه عليك في ذكر منك ، ولتكن عاملا به ، لتكون صادقا في قولك عندهم عليهم السّلام وإلا فلا يكون معنى السلام عليكم ما ذكرناه كما لا يخفى . الأمر الثاني : في المعنى المراد من كلمة آل وأهل . ففي مجمع البحرين : قوله تعالى : وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم 3 : 7 التأويل إرجاع الكلام وصرفه عن معناه الظاهري إلى معنى أخفى منه مأخوذ من آل يؤل : إذا رجع وصار إليه ، وتأوّل فلان الآية أي نظر إلى ما يؤل معناه . . إلى أن قال : وفي حديث : العالم الذي لا ينتفع بعلمه " يستعمل آلة الدين في الدنيا " أي يجعل العلم الذي هو آلة ووسيلة إلى الفوز بالسعادة وسيلة موصلة إلى تحصيل الدنيا الفانية . . إلى أن قال : والآلة : الأداة ، والجمع الآلاة [1] والإيال ككتاب اسم منه . وقد استعمل في المعاني فقيل : آل الأمر إلى كذا . وآل إبراهيم : إسماعيل وإسحاق وأولادهما . وآل عمران : موسى وهارون أبناء عمران بن يصهر ، إلى أن قال : وعن بعض أهل الكمال في تحقيق معرفة الآل : إنّ آل النبي صلَّى الله عليه وآله كان من يؤل إليه وهم قسمان : الأول : من يؤل إليه مآلا صوريا جسمانيا كأولاده ، ومن يحذو حذوهم من أقاربه الصوريين الذين يحرم عليهم الصدقة في الشريعة المحمدية صلَّى الله عليه وآله . والثاني : من يؤل إليه مآلا معنويا روحانيا ، وهم أولاده الروحانيون من العلماء الراسخين والأولياء الكاملين ، والحكماء المتألهين المقتبسين من مشكاة أنواره . إلى أن قال : ولا شك في أن النسبة الثانية آكد من الأولى ، وإذا اجتمعت النسبتان كان نورا على نور كما في الأئمة المشهورين من العترة الطاهرة ثم قال : وكما حرم على الأولاد الصوريين الصدقة الصورية ، كذلك حرم على الأولاد المعنويين الصدقة المعنوية أعني تقليد الغير في العلوم والمعارف . وآل حم : سور أولها حم أو