وحيث إنه في زمان دولة الباطل يكون الحفظ مرتفعا عنهم ، فأوعدهم الله تعالى بأن ينزل السقف المرفوع أي يمنحهم الحفظ في الدنيا ، أو المراد منه عيسى عليه السّلام ، لكونه عالما مرفوع المنزلة ، أو مرفوعا من الأرض إلى السماء كذا قيل وهو كما ترى . أو هو كناية عن إرسال غواليها وإنزال أمطارها الموجب للخصب والرخاء وسعة العيش . ووعدهم أن يريحهم من عدوهم بقهر المهدي وإهلاكه عليه السّلام إيّاهم ، ووعد لهم الأرض التي يبدلها من دار السلام وهي الجنة أي يجعل الأرض الدنيوية كالجنة من حيث وفور النعم الظاهرية والباطنية ، كما مر كثير من الآيات القرآنية المبيّنة للجنة ونعيمها بزمان المهدي عليه السّلام حيث تصير الدنيا حينئذ كالجنة ، ووعدهم بأن يسلم لهم ما فيها ، لا خصومة فيها لعدوهم ، لانتفاء قدرتهم وزهوق الباطل هناك . أو يراد من تبدل الأرض تبدلها بالجنة في الآخرة ، فمعناه أنه تعالى وعدهم بأن يدخلهم الجنة ، ويكون فيها ما يحبون مما لا عين رأت ولا أذن سمعت . وأخذ أيضا رسول الله صلَّى الله عليه وآله على جميع الأئمة والشيعة الميثاق بذلك ، وحينئذ يكون معنى السلام على الله ( على نسخة البصائر ) : إنما هو تذكرة نفس الميثاق بما ذكر ، ووعد لهم أن يؤجرهم بالوفاء به ، وأن يسلَّم لهم الأمور المذكورة . ومعنى السلام على النبي صلَّى الله عليه وآله تذكَّر للعهد وطلب لتعجيل الوعد . وحاصله : أن المسلم على النبي يبين أنه على عهده الذي أخذ الله تعالى ميثاقه عليه وأنه باق على سلامته بدون آفة من نقض العهد ، أو رفع اليد عن الدين ، وعمّا يلزمه من الصبر والمصابرة والتقوى ، بل هو باق على ما عهد عليه من هذه الأمور ، ومتحمل للمشاق في أمر الدين وينتظر الفرج ، وبذلك يطلب منه تعالى تعجيل الوعد منه تعالى بإنجازه تعالى تلك المواعيد . وسيأتي في آخر الشرح - في بيان الصلوات عليهم وما له من المباحث - الفرق بينها وبين السلام ، وبيان ما قيل : إن أحدهما الثناء المتصل والآخر الثناء المنفصل