responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 390


للمسلم عليه ، فقولك : السلام عليك بهذا المعنى أي سلمت نفسي بما لها السلامة وعليه فقولك : السلام عليكم ، أي السلامة من جميع الآفات التي هي منه تعالى عليكم ، والمعنيان محتملان في الزيارة .
أما الأول : أي يسلم الزائر نفسه وماله ومطلق ما يتعلق به من بدو وجوده إلى الأبد إلى الإمام عليه السّلام بحيث لا يرغب بشيء مما يتعلق بعالم وجود هذا الزائر عن الإمام عليه السّلام بل وطَّن نفسه بإفنائها في إرادته عليه السّلام ووفقها عليه عليه السّلام فيكون هذا إقرارا منه بالرقيّة لهم في الطاعة بل والمملوكية - كما سيجيء - من أعلى مراتب الرقية إلى أدناها ، لأن الإمام عليه السّلام هو الذي يستأهل لاسترقاقه وولايته عليه دون غيره ، وذلك لما أعطاهم الله الولاية والملك وسياسة الخلق كما سيجيء في الشرح إن شاء الله تعالى .
وأيضا يسلم أي يؤدي الأمانة التي عرضها الله تعالى عليه ، وقبلها من أمر الولاية لهم عليهم السّلام ويعمل على طبقها ، وحينئذ لا يكون قوله : السلام عليكم ، دعاء بل إخبارا بتسليمه لهم بنحو ما ذكر ، هذا إذا أريد من السلام السلام من نفسه عليهم عليهم السّلام .
وأما إذا أريد منه السلام منه تعالى عليهم بهذا المعنى ، فمعناه أن التسليم الكلي منه تعالى إلى خلقه إنما هو عليكم لا على غيركم ، لأنه تعالى بعد ما خلقهم في عالم الأنوار كما سيجيء في قوله عليه السّلام : " خلقكم الله أنوارا " سلم إليهم أمر جميع العوالم وفوض لهم أمر دينه بعد ما أدّبهم بأحسن تأديب الرب لمربوبه ، ولذا أخذ الله تعالى ميثاق نبوة النبي صلَّى الله عليه وآله وولاية الأئمة عليهم السّلام من تمام ذوي الأرواح وغيرهم .
فا لله تعالى أوكل أمور مملكته وسياسة رعيته وخلقه إليهم عليهم السّلام في كلّ جزئي وكلي كما علمته في معنى الولاية التكوينية ، وسيجئ توضيحها مفصلا في محاله إن شاء الله .
ولذا كانت طاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم معصيته ، وحبهم حب الله ، وليس

390

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست