responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 381


مكاني ، لا يؤثر عبد مؤمن هواي على هواه في شيء من أمر الدنيا إلا جعلت غناه في نفسه وهمّه في آخرته ، وضمّنت السماوات والأرض رزقه ، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر .
فظهر من هذا أنهم عليهم السّلام عند الله تعالى ، إذا علمت هذا فاعلم أن الزيارة الحقيقية هي ما كانت عن حضور حقيقي ، وأنهم في مقام شامخ عند الله تعالى ، والزائر كما هو الأغلب في مقام سجن النفس والطبيعة كما علمت فكيف له الحضور الحقيقي لكي يخاطبهم ؟ فإن كان من الأئمة والأنبياء فروحه من سنخ روحهم ، فله التمكن من الخطاب .
وإن كان من غيرهم وكان من العارفين ، فهو أيضا له التمكن من ذلك على قدر تهذيب نفسه ومعرفته . وإن كان من غيرهم فلا بد من عمل به يحصل الحضور ، لكي يصح الخطاب الحقيقي ولو في الجملة ، ولذا وردت أمور لا بد من نقلها ، لكي يخرج الزائر بها من حجب الظلمانية والنورانية التي علمتها ، ثم يخاطبهم بنحو كأنه يشاهدهم .
وحاصل تلك الأعمال : أنه لا ريب في أن للإنسان مرتبتين " الظاهرية والباطنية " فلا بدّ من تطهيرها لتحقق القابلية لدرك الحضور .
أما الظاهرية فبالغسل ولبس الثياب النظيفة ، وساير الأعمال التي تقدمت الإشارة إليها من الاشتغال بالذكر مثلا ونحوه .
وأما الباطنية فتطهيرها إنما هو بتحصيل حقيقة العبودية في مقام تمام مراتبها بتسليم ما له إلى مولاه ، وإزالته كل صفة رذيلة ، ورفعه كل حجب نورية أو ظلمانية ، وهذا إنما يحصل بالدخول تحت ولاية الله وولاية رسوله والأئمة عليهم السّلام بالمشاهدة القلبية ، ولذا قال عليه السّلام : إذا صرت بالباب فقف وأشهد الشهادتين وأنت على غسل ، فبهذين الشهادتين اللتين حاصلهما مشاهدة وحدانيته تعالى ورسالة نبيه وولاية الأئمة عليهم السّلام بما لها من المعنى المتقدم .

381

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست