على خمسة أرواح ، روح القوة وروح الإيمان وروح الحياة وروح الشهوة وروح القدس ، فروح القدس من الله وساير هذه الأرواح يصيبها الحدثان ، فروح القدس لا يلهو ولا يتغير ولا يلعب ، وبروح القدس علموا يا جابر ما دون العرش إلى ما تحت الثرى . فمن هذه الآيات والأحاديث علم أن روح الإمام وحقيقته القدسية التي هي الروح القدس يكون متصلا با لله تعالى . كيف لا وقد علمت فيما سبق أن روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها ؟ فهم عليهم السّلام دائما مقيمون عند الله ، مستفيضون من جنابه الأقدس بحيث لا يشاركهم فيه أحد . وقد علمت أن أرواحهم بل وأجسادهم بعد موتهم مع النبي صلَّى الله عليه وآله في العرش ، وعن يمين العرش كما عن كامل الزيارات فهم في المحل الأعلى أحياء وأمواتا ، ولذا كانوا يحدثون عنه تعالى بلا واسطة كما في الأحاديث القدسية . ففي الوافي في باب ما جاء في أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام بإسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام إلى أن قال : فكان محمد بن علي عليه السّلام يأتيه ( أي الجابر ) على وجه الكرامة لصحبته لرسول الله صلَّى الله عليه وآله قال : فجلس يحدثهم عن الله تبارك وتعالى ، فقال أهل المدينة : ما رأينا أحدا أجرأ من هذا ، فلما رأى ما يقولون حدثهم عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله فقال أهل المدينة : ما رأينا أحدا أكذب من هذا يحدثنا عمن لم يره ، فلما رأى ما يقولون حدثهم عن جابر بن عبد الله فصدقوه ، وكان جابر بن عبد الله يأتيه ويتعلم منه . ومثله الأحاديث القدسية التي وردت عن الأئمة عليهم السّلام فإنهم يذكرون عن الله تعالى وهي كثيرة جدّا . ففي الجواهر السنية في الأحاديث القدسية تأليف الشيخ الحر العاملي بإسناده عن أبي جعفر عليه السّلام قال : قال الله : وعزتي وجلالي وعظمتي وبهائي وعلوّ ارتفاع