بيانه ، وكذلك الحجب الظلمانية هي التي تكون حجابا ، ولا ريب في أن الخلق هو حدود محضة مظاهر له تعالى . وقد علمت في الفصل الأول في معنى كون الهداية من الله تعالى ، وأنها ممكنة بالنسبة إلى أيّ أحد . . إن الإعراض عن الحدود هو الموجب لظهور الحقيقة ، ففي ظرف المحو عن الحدود يصحو الحق كما حقق في محله ، ولعله سيجيء في مطاوي الشرح بيانه إن شاء الله تعالى . فتحصل أن الإنسان وإن كان محجوبا بتلك الحجب الكثيرة إلا أنه في ظرف الإعراض عن الحدود والجهات الخلقية يكشف له الحق ، وهذا الإعراض له موجبات : منها : التوجه التام إليه تعالى بتوضيح يأتي في محله . ومنها : بالتوجه إليه تعالى في ضمن التوجه إلى كبريائيته التي يشار إليها بقول الله أكبر ، ضرورة إن إمرار معنى الكبريائية على القلب ، بحيث يشمل شراشر الوجود ظاهرا وباطنا ، يوجب الانقطاع إليه تعالى خصوصا لأهل المعرفة ، حيث إن هذا التحصيل يكون بالنسبة إليهم أسهل من غيرهم . إذا علمت هذا ( أعني محجوبية الزائر ) فاجعله في ذكرك وحينئذ نقول : إنّ النبي والأئمة عليهم السّلام بما لهم الولاية الكبرى الإلهية التي علمت أن حقيقتها القرب المعنوي بالنسبة إليه تعالى ، فحينئذ يكون الإمام بروحه المولوي أقرب الخلائق إليه تعالى فهو دائما في مقام القرب والمكاشفة والمعاينة وهذا ثابت لهم بالآيات والأخبار الكثيرة . أما الآيات ، فمنها قوله تعالى : إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويُسبحونه وله يسجدون 7 : 206 [1] ففي تفسير نور الثقلين ، وفي تفسير علي بن إبراهيم : إن الذين