تعظم ما ترى إنما هذا خلق من خلق ربّك فكيف بالخالق خلق ما ترى وما لا ترى أعظم هذا من خلق ربك ، إن بين الله وبين خلقه تسعين ألف حجاب ، وأقرب الخلق إلى الله أنا وإسرافيل وبيننا وبينه أربعة حجب ، حجاب من نور ، وحجاب من ظلمة ، وحجاب من غمام ، وحجاب من الماء ، الحديث . وهناك أحاديث أخر دلَّت على أنه بين الله وبين خلقه تسعين ألف حجاب من ظلمة . وفي الوافي [1] ، عن السيد الداماد ( رضوان الله عليه ) وفي الحديث : إن لله سبعا وسبعين ألف حجاب من نور ، لو كشف عن وجهه لأحرقت سبحات وجه ما انتهى إليه بصره من خلقه ، إلخ . وحينئذ نقول : هذه الحجب عبارة عن الخلق بأقسامهم من أرواح النبيين والأئمة والملائكة ، فهي تختلف قربا وبعدا ونورا وظلمة ، فإن الخلق هو بنفسه حجاب . ففي توحيد الصدوق بإسناده عن أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه السّلام أنه قال : إن الله تبارك وتعالى لم يزل بلا زمان ولا مكان وهو الآن كما كان لا يخلو منه مكان ولا يشغل به مكان ولا يحل في مكان ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا 58 : 7 [2] ليس بينه وبين خلقه حجاب غير خلقه ، احتجب بغير حجاب محجوب واستتر بغير ستر مستور لا إله إلا هو الكبير المتعال . فعلم من هذا الحديث أن الخلق مطلقا هو الحجاب بينه وبين الله تعالى ، وعلم من المجموع أن جميع الحجب هو الحجب الخلقية . وأما الخالق فلا حجاب له بل الحجب النورية بما لها من المعنى الذي سيجيء