في منزل رسول صلَّى الله عليه وآله ومعه يرزقون ويحبرون ، الحديث . أقول : هذه الأحاديث دلَّت على كونهم في العرش عند الله تعالى بأرواحهم وأجسادهم المثالية دون الجسمانية ، وبه يجمع بين هذه وما دل على بقاء أبدانهم في الأرض بل وجدوها فيها . ولها تأويل آخر ذكره العلماء ولست من أهل ذلك حتى أذكر لها وجها ، والله ورسوله العالم بما قالوا . وكيف كان يستفاد من هذه الأحاديث علوّ مقامهم بعد وفاتهم عليهم السّلام فالفكرة فيه يعطي خضوعا وخشوعا للزائر كما لا يخفى . ولكن المهمّ هو بيان كيفية الحضور القلبي بالنسبة إليهم ، لتحقق معنى الزيارة حيث علمت أنها الحضور عند المزور ، وهذا أمر مشكل جدّا بيانه . . إنه وإن كانت الآيات والأحاديث كما سيجيء إن شاء الله دلَّت على أنهم عليهم السّلام لهم الإحاطة بالجميع والحضور مع الجميع بحيث لا يخفى عليهم شيء من السماء والأرض وما فيهما كما ستأتي الإشارة إليه مفصلا . وهذا والإيمان به يكفي في صحة إلقاء السلام إليهم عليهم السّلام بنحو الخطاب كما لا يخفى ، إلا أنه ليس بالخطاب الجامع الكامل الموجب لحضور الزائر عند المزور إلا بضرب من التأويل ، كيف وهو بعيد عنهم روحا لكونه محجوبا بحجب الظلمة ، وحينئذ فإلقاء السلام بنحو الخطاب الكامل يحتاج إلى المشاهدة القلبيّة للزائر بالنسبة إلى المزور ، وحيث إن المزور هو النبي أو الإمام عليهما السّلام وهما في مقام العلو والرفعة فلا بد من ملاحظة أمور تحصل به المشاهدة القلبيّة لصحة توجيه الكلام والسلام بنحو الخطاب إليهم ، ولذا ورد في مقدمة هذه الزيارة كما علمت أعمالا تشير إلى تحصيل هذه المشاهدة القلبية ، فنقول في توضيحه وعليه التوكل : في تفسير البرهان في تفسير قوله تعالى : سبحان الذي أسرى بعبده 17 : 1 علي بن إبراهيم ، عن أبي عبد الله عليه السّلام حديث طويل إلى أن قال عليه السّلام : فقال جبريل يا محمد