الآداب : وثانيها : الوقوف على بابه والدعاء والاستئذان بالمأثور ، فإن وجد خشوعا ورقّة دخل وإلا فالأفضل له تحري زمان الرقّة ، لأن الغرض الأهم حضور القلب ليلقى الرحمة النازلة من الرب . وقال : وتاسعها : إحضار القلب في جميع أحواله مهما استطاع ، والتوبة من الذنب والاستغفار والإقلاع ( أي البناء على ترك العود إلى الذنب بنية صادقة جازمة ) . أقول : المستفاد من الأحاديث هو لزوم تحصيل حضور القلب في الزيارة خصوصا عند الاستئذان وقبل الزيارة وهي بأمور : منها التفكر في عظمة صاحب القبر ، وأنه يرى مقامه ويسمع كلامه ويرد سلامه ، والتدبر في لطفهم وحبهم لشيعتهم وزائريهم ، والتأمل في فساد حاله وجفائه لهم عليهم السّلام بالتقصير عن أداء حقوقهم وحقوق شيعتهم ، والعمل بوظائفه بالنسبة إلى دينه وشرعه ، وأن يتمثل نفسه بحالات توجب له البكاء والرقة والحنين . والحاصل : أن هذا كله للاستعطاف ، وأن يصير موردا للألطاف الخاصة منه عليه السّلام وأن يتفكر في مقام المزور ، وأنه في جوار الرب تعالى فكيف له زيارته . فعن التهذيب بإسناده عن عطية الأبراري قال : سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول : لا تمكث جثّة نبي ولا وصي نبي في الأرض أكثر من أربعين يوما . وعن كامل الزيارات بإسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : ما من نبي ولا وصي نبي يبقى في الأرض أكثر من ثلاثة أيّام حتى يرفع روحه وعظمه ولحمه إلى السماء ، فإنما تؤتى مواضع آثارهم ، لأنهم يبلغون من بعيد السلام ويسمعونهم في مواضعهم آثارهم من قريب . وفيه بإسناده عن عبد الله بن بكير قال : حججت مع أبي عبد الله عليه السّلام في حديث طويل ، فقلت : يا بن رسول الله لو نبش قبر الحسين بن علي عليه السّلام هل كان يصاب في قبره شيء ؟ فقال : يا بن بكير ما أعظم مسائلك إن الحسين عليه السّلام مع أبيه وأمّه وأخيه