وعلى أيّ حال تقبيل العتبة لا إشكال فيه ، ولو لم يقصد السجدة تمسكا بمطلقات تقبيل العتبة . نعم قد يقال : إن المنصرف من العتبة هو الخشبة الرافعة في أطراف الباب لا الملتصقة بالأرض ، وفيه ما لا يخفى من البعد ومنع الانصراف . وفي المجمع : والعتبة أسكفّة الباب والجمع عتب ، وهو كما ترى مطلق يشمل الخشبة الملتصقة بالأرض . الأمر الخامس : في وقت الزيارة ومحلَّها : أما أصلها فيقتصر على الإتيان بها في المأثور في الزيارات أو الإتيان بها رجاء . وأما وقتها : قال الشهيد رحمه الله في الدروس : ومن دخل المسجد والإمام يصلي بدأ بالصلاة قبل الزيارة ، وكذلك لو كان حضر وقتها وإلا فالبدءة بالزيارة أولى ، لأنها مقصده ، إلى أن قال : وينبغي مع كثرة الزائرين أن يخفف السابقون إلى الضريح الزيارة وينصرفوا ، ليحضر من بعدهم فيفوزوا من القرب إلى الضريح بما فاز أولئك . وقال في مكان الزيارة : وثالثها من الآداب : الوقوف على الضريح ملاصقا له أو غير ملاصق ، وتوهم أن البعد أدب وهم فقد نصّ على الاتكاء على الضريح وتقبيله . وأما محل صلاة الزيارة ، قال فيه رحمه الله : سادسها : صلاة ركعتين للزيارة عند الفراغ ، فإن كان زائرا للنبي صلَّى الله عليه وآله ففي الروضة ، وإن كان لأحد الأئمة عليهم السّلام فعند رأسه ، ولو صلاهما بمسجد المكان جاز ، ورويت رخصة في صلاتهما إلى القبر ولو استدبر القبلة وصلى جاز ، وإن كان غير مستحسن إلا مع البعد . أقول : رخصة في صلاتهما إلى القبر أي بأن يجعل القبر قبلة بأن يسجد عليه ،