المعنى من الزائر لهم إنّما هو مشكل جدّا إلا إذا عمل بوظائفه وهي على قسمين : الأول : الوظائف التي تجب مراعاتها ظاهرا . الثاني : التي تجب مراعاتها باطنا . أما الأول : ففيه أمور : الأمر الأول : قال الله تعالى : . . فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوًى 20 : 12 [1] ، وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيّ ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالُكم وأنتم لا تشعرون . إن الَّذين يغضّون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم 49 : 2 - 3 [2] . دلَّت هذه الآيات على لزوم إكرام الروضات المقدسة ، وخلع النعلين بعيدا عنها ولا سيما في الطف والغري لما روي أن الشجرة كانت في كربلاء وأن الغري قطعة من الطور ، فهما المحل الذي أمر موسى عليه السّلام بتلك الآداب ، كما دلَّت هذه الآيات على لزوم خفض الصوت عند قبر النبي صلَّى الله عليه وآله وعدم جهر الصوت لا بالزيارة ولا بغيرها إلا بالنحو المتعارف الذي يكون مصداقا للصوت . ولما روي ، كما عن المجلسي رحمه الله : إن حرمتهم بعد موتهم كحرمتهم في حياتهم . وكذا عند قبور الأئمة عليهم السّلام لما ورد : أن حرمتهم كحرمة النبي صلَّى الله عليه وآله . فعلم أنه لا بد من إزالة ما به هتك احترامهم ، ولا بدّ من خفض الصوت عندهم . الأمر الثاني : أن يكون متطَّهرا من الحدث والخبث . قال الشهيد رحمه الله في الدروس : للزيارات آداب ، أحدها : الغسل قبل دخول المسجد ، والكون على طهارة ، فلو أحدث أعاد الغسل ، قاله المفيد رحمه الله ، وإتيانه