بخضوع وخشوع في ثياب طاهرة نظيفة جدد . أقول : أما الطهارة من الخبث فما دلّ على لزوم الكون مع الطهارة والغسل كما سيجيء ، دل على لزوم الطهارة من الخبث بطريق أولى . مضافا إلى ما رواه في البحار [1] عن قرب الإسناد عن أبي سعد ، عن الأزدي قال : خرجنا من المدينة نريد منزل أبي عبد الله عليه السّلام فلحقنا أبو بصير خارجا من زقاق من أزقة المدينة وهو جنب ، ونحن لا علم لنا حتى دخلنا على أبي عبد الله عليه السّلام فسلمنا عليه فرفع رأسه إلى أبي بصير فقال له : يا أبا بصير أما تعلم أنه لا ينبغي للجنب أن يدخل بيوت الأنبياء ، فرجع أبو بصير ودخلنا . وفيه عن رجال الكشي بإسناده عن بكير قال : لقيت أبا بصير المرادي فقلت : أين تريد ؟ قال : أريد مولاك ، قلت : أنا أتبعك فمضى معي ودخلنا عليه ، وأحدّ النظر ، فقال : هكذا تدخل بيوت الأنبياء وأنت جنب ؟ قال : أعوذ با لله من غضب الله وغضبك ، فقال : أستغفر الله ولا أعود . روى ذلك أبو عبد الله البرقي عن بكير . أقول : يمكن أن يقال : إن أحد الدواعي للغسل من الجنابة هو للدخول في المشاهد المشرفة لزيارتهم أحياء وأمواتا ، ثم إن الطهارة من الحدث والخبث لازمة للزائر . مضافا إلى استحباب الغسل كما علمته عن الشهيد رحمه الله ولما في البحار عن التهذيب ، عن العلاء بن سيابة ، عن أبي عبد الله عليه السّلام في قوله تعالى : خذوا زينتكم عند كلّ مسجد 7 : 31 ، قال عليه السّلام : الغسل عند لقاء كلّ إمام . وفيه عن كامل الزيارات بإسناده عن معاوية بن عمار قال : قال أبو عبد الله عليه السّلام : إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل ثم ائت قبر النبي صلَّى الله عليه وآله . وفيه [2] عن كتاب فرحة الغري بإسناده عن يونس بن ظبيان ، عن أبي
[1] بحار الأنوار ج 100 ص 126 . . [2] بحار الأنوار ج 100 ص 271 . .