ومقابر قم مملوءة من الأفاضل والمحدثين . وتعظيمهم من تعظيم الدين ، وإكرامهم من إكرام الأئمة الطاهرين ( صلوات الله عليهم أجمعين ) . انتهى . أقول : ويدل على ما ذكر إطلاق قول الصادق عليه السّلام في الحديث المتقدم : فليزر صالحي موالينا ، كما لا يخفى ، هذا كله بالنسبة إلى زيارة المؤمنين أحياء وأمواتا . وأما الثاني : أعني فضل زيارة النبي والأئمة عليهم السّلام أحياء وأمواتا فنقول وعليه التوكل : في السفينة [1] في حديث عن النبي صلَّى الله عليه وآله أنه قال لعلي عليه السّلام : ومن زار قبوركم عدل ذلك سبعين حجّة بعد حجة الإسلام ، وخرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمّه ، فأبشر وبشّر أولياءك ومحبيك من النعيم وقرة العين بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، ولكن ضالة من الناس يعيّرون زوار قبوركم كما تعير الزانية بزنائها ، أولئك شرار أمتي لا أنالهم الله شفاعتي ولا يردون حوضي . وفي كامل الزيارات [2] ، حدثني علي بن الحسين ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن عثمان بن عيسى ، عن المعلَّى بن أبي شهاب ، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : قال الحسن لرسول الله صلَّى الله عليه وآله : يا أبت ما جزاء من زارك ؟ قال : بني من زارني حيّا أو ميتا ، أو زار أباك كان حقا على الله عز وجل أن أزوره يوم القيمة فأخلصه من ذنوبه . وعن الفقيه [3] ، وروى الحسن بن علي الوشاء ، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال : إن لكلّ إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته ، وإن من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم ، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيمة .
[1] سفينة البحار ج 1 ص 563 . . [2] باب 10 . . [3] ص 297 . .