عز وجل ، ورجل خرج من المسجد وفي نيّته أن يرجع إليه ، ورجل دعته امرأة ذات جمال إلى نفسها فقال : إني أخاف الله رب العالمين . وفيه عن كتاب الإمامة والتبصرة بإسناده عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله : الزيارة تنبت المودة . وقال صلَّى الله عليه وآله : زر غبا تزدد حبّا . أقول : هذه الأحاديث دلَّت بتظافرها على أهمية أمر الزيارة بما لها من الآثار ، ومنها يعلم شرائط الزيارة من حيث النيّة وغيرها كما لا يخفى . وفيه أيضا عن المحاسن ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبد الله عليه السّلام : ما التقى مؤمنان قط إلا كان أفضلهما أشدهما حبّا لأخيه . وفيه عن مجالس المفيد بإسناده عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله : المتحابون في الله عز وجل على أعمدة من ياقوت أحمر في الجنة ، يشرفون على أهل الجنة ، فإذا اطلع أحدهم ملأ حسنه بيوت أهل الجنة ، فيقول أهل الجنة : أخرجوا ننظر المتحابين في الله عز وجل ، قال : فيخرجون وينظرون إليهم ، أحدهم وجهه مثل القمر في ليلة البدر على جباههم ، هؤلاء المتحابون في الله عز وجل ، إذا علمت هذا فعليك بالزيارة خصوصا للمؤمنين والعلماء الربانيين ، فإن في زيارتهم إحياء أمر الدين ، وإحياء النفوس الميتة عن الحقائق والمعارف . ففيه عن الكافي بإسناده عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : قلت له : قول الله عز وجل : من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا 5 : 32 قال : ومن أخرجها من ضلال إلى الهدى فكأنما أحياها ، ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها . أقول : كفى في فضل زيارة المؤمنين ومعانقتهم أن فيه حياة الإيمان ، وظهور آثار المحبة والألطاف الإلهية ، ومشاهدة آثار الربوبية في الإخوان المؤمنين عند الملاقاة ، وهي روح وصفاء لقلب المؤمن بل نتيجة الإيمان وسرور الرحمن وغاية ظهور