شاء الله . هذا وإن الزيارة أمر مرغوب فيه مطلقا ، وقد وردت أحاديث كثيرة في فضلها : الأول : في فضل زيارة الإخوان والمؤمنين أحياء وأمواتا . الثاني : في فضل زيارة النبيّ والأئمة عليهم السّلام أحياء وأمواتا . أما الأول ، فنقول : استحباب زيارة المؤمنين بعضهم لبعض أحياء إنما هو وثوابه لأجل ما يترتب عليه من التعاطف ، وإحياء أمر الدين والعلم وقضاء حوائجهم حينئذ ، وتأليف القلوب وما أشبه ذلك ، ولذا ترى أن الأحاديث أكَّدت الزيارة لأجل هذه الأمور المترتبة عليها حيث أشارت إليها أيضا . ففي البحار [1] عن الكافي ، بإسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : من زار أخاه لله لا لغيره التماس موعد الله ، وتنجز ما عند الله وكَّل الله به سبعين ألف ملك ينادونه : ألا طبت وطابت لك الجنة . وفيه عنه بإسناده عن خثيمة قال : دخلت على أبي جعفر عليه السّلام أودعه ، فقال : يا خثيمة أبلغ من ترى من موالينا السلام ، وأوصهم بتقوى الله العظيم ، وأن يعود غنيهم على فقيرهم ، وقويهم على ضعيفهم ، وأن يشهد حيّهم جنازة ميتهم ، وأن يتلاقوا في بيوتهم فإن لقيا بعضهم بعضا حياة لأمرنا ، رحم الله امرأ أحيا أمرنا . يا خثيمة أبلغ موالينا أنا لا نغني عنهم من الله شيئا إلا بالعمل ، وأنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بالورع ، وأن أشدّ الناس حسرة يوم القيمة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره . وفيه عن الكافي بإسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : من زار أخاه في الله ، قال الله عز وجل : إيّاي زرت وثوابك عليّ ، ولست أرضى لك ثوابا دون الجنة . وفيه عن الكافي بإسناده عن أبي غزّة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول : من زار أخاه في الله في مرض أو صحة لا يأتيه خداعا واستبدالا ، وكلّ الله به سبعين ألف
[1] ج 74 كتاب العشرة ص 342 ، أقول : هذه الأحاديث كلها أنقلها منه . .