أقول : قوله صلَّى الله عليه وآله : إلا أن أولياءهم ، أي أولياء علي وأولاده عليهم السّلام المؤمنون هم الذين ذكرهم الله فقال : لا تجد قوما يؤمنون با لله ، الآية ، أي المؤمن الذي آمن با لله واليوم الآخر ولم يوادّ من حادّ الله ، كما لا يخفى . وفي نهج البلاغة في المختار المائة والسابع والأربعين قوله عليه السّلام : واعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه ، ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه ، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه ، فالتمسوا ذلك من عند أهله ، فإنهم عيش العلم . الخطبة دلت على أن الرشد والأخذ بميثاق الكتاب والتمسك به إنما هو بمعرفة التارك للرشد ، والناقض لميثاق الكتاب ، والنابذ له ، ومعرفتهم لا تكون إلا أن تلتمسوه أي تعرفوهم من عند أهله وهم أهل البيت عليهم السّلام . وفي المحكي عن البحار عن تفسير العياشي ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبو جعفر عليه السّلام : يا أبا حمزة إنما يعبد الله من عرف الله ، وأما من لا يعرف الله كأنما يعبد غيره هكذا [1] ضالا ، قلت : أصلحك الله وما معرفة الله ؟ قال : يصدق الله ويصدق محمدا رسول الله صلَّى الله عليه وآله في موالاة علي والائتمام به وبأئمة الهدى من بعده ، والبراءة إلى الله من عدوهم وذلك عرفان الله ، قلت : أصلحك الله أي شيء إذا علمته أنا استكملت حقيقة الإيمان ؟ قال : توالي أولياء الله ، وتعادي أعداء الله ، وتكون مع الصادقين كما أمرك الله . قال : قلت : ومن أولياء الله ومن أعداء الله ؟ فقال : أولياء الله محمد رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ثم انتهى الأمر إلينا ثم ابني جعفر ، وأومأ إلى جعفر عليه السّلام وهو جالس ، فمن والى هؤلاء فقد والى أولياء الله ، وكان مع الصادقين كما أمره الله .