responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 345


فخرج من الدنيا وليس في عنقه تبعة لأحد حتى لقى الله محمودا غير ملوم ولا مذموم ، ثم اقتدت به الأئمة من بعده بما قد بلغهم عنه ولم يتلطَّخوا بشيء من بوائقها صلى الله عليهم أجمعين وأحسن مثواهم .
وفيه : ابن شهرآشوب وغيره واللفظ له : قال معاوية ( لعنه الله ) لضرار بن ضمرة : صف لنا عليا ، فقال : كان والله صوّاما بالنهار ، قوّاما بالليل ، يحب من اللباس أخشنه ، ومن الطعام أجشبه ، وكان يجلس فينا ، ويبتدي إذا سكتنا ، ويجيب إذا سألنا ، يقسم بالسوية ويعدل في الرعية ، لا يخاف الضعيف من جوره ، ولا يطمع القوي في ميله ، والله لقد رأيته ليلة من الليالي وقد أسبل الظلام سدوله ، وغارت نجومه ، وهو يتململ في المحراب تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، ولقد رأيته مسيلا للدموع ، قابضا على لحيته يخاطب دنياه فيقول :
يا دنيا أبي تشوّقت وإليّ تعرضت ، لأن حان حينك فقد بتلتك بتلا ( البتل في اللغة هو القطع منه ) لا رجعة لي فيك ، فعيشك قصير ، وخطرك يسير ، آه من قلة الزاد وبعد السفر ، ووحشة الطريق بقي شيء وهو : أنه قد عرفت أن الولاية قد تطلق على غيرهم من شيعتهم فيقال : أهل الولاية أو أهل ولايتنا ، ولهم بهذه المناسبة مقامات عند الله تعالى ، ذكرها العلامة المجلسي رحمه الله في البحار في باب صفات خيار الشيعة ، فحينئذ ينبغي أن يعلم : أنّ أهل الولاية من هم ، وما شرائط الولاية الأصلية ؟ فنقول : أصل الولاية إنما تتحقق في أحد إذا كان بعد تلك العقائد الحقة محبا لهم ومبغضا لأعدائهم .
بيانه : قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءَكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأُولئك هم الظالمون 9 : 23 [1] .



[1] التوبة : 23 . .

345

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست