الإيمان يشارك الإسلام ولا يشاركه الإسلام ، إنّ الإيمان ما وقر في القلوب ، والإسلام ما عليه المناكح والمواريث وحقن الدماء ، والإيمان يشارك الإسلام والإسلام لا يشارك الإيمان " . وفيه عن محمد عن أحدهما عليهما السّلام قال : الإيمان إقرار وعمل والإسلام إقرار بلا عمل . وهاتان الروايتان بيّنتا أنّ الموجب لثبوت صفة الإسلام في القلب ليصير مؤمنا هو العمل لا غير . ويدل عليه ما فيه أيضا بإسناده عن جميل بن درّاج قال : سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن الإيمان فقال : " شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله " قال : قلت : أليس هذا عملا ؟ قال : بلى ، قلت : فالعمل من الإيمان ؟ قال : لا يثبت له الإيمان إلا بالعمل . أقول : المجرور في له للمؤمن المدلول عليه بالإيمان ، فثبت أنّ العمل على طبق الوظائف هو الموجب لتحقق الإيمان . فإن قلت : لو كان العمل موجبا للإيمان ، فالجماعة أيضا مؤمنون ، لكونهم عاملين ، ولا أقل من الشهادتين فإنهما أيضا من العمل كما دلّ خبر جميل بن دراج . قلت : المستفاد من الأخبار في هذا الباب هو : أنّ قوام الإيمان بالتصديق القلبي ، كما دلّ ما في خبر فضيل بن يسار من قوله عليه السّلام : " إن الإيمان ما وقّر [1] في القلوب ، فلو كان مصدّقا لواقع الإسلام قلبا فهو القلب المؤمن " . ويدل عليه ما فيه أيضا بإسناده عن جميل بن دراج قال : سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن قول الله تعالى : قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم 49 : 14 فقال لي : ألا ترى أنّ الإيمان غير الإسلام ، فصريح قوله عليه السّلام تفسير للآية المباركة هو : أنّ الإيمان ما دخل في القلب والإسلام ما كان بمجرد اللسان كما هو صريح الآية المباركة .