حقّهم ، بل لهم مقامات منيعة لا يسع بيانها في هذا المختصر ، وفي الخبر : " نزّلونا عن الربوبية وقولوا في حقّنا ما شئتم " وسيأتي توضيحه أزيد من ذلك ، فلا بدّ للسالك حينئذ من التوسل بهم في جميع حالاته ، فإنهم هم الأدلاء إليه تعالى تشريعا وتكوينا . ولعمري إنّ هذا واضح للتابع لهم عليهم السّلام كما لا يخفى . ثم إنه سيجيء بيان حقيقة الإيمان وما له من المراتب والشئون في شرح قوله عليه السّلام " وأبواب الإيمان " ونذكر هنا في الجملة بيان مراتب الإيمان وكيفية تحققها في نفس الأمر فنذكر أولا الأخبار الواردة في هذا الأمر بما لها من العناوين المختلفة ، ثم نردفه بما يحتاج إلى الكلام ، فنقول وعليه التوكل : لا ريب في أنّ أول مراتب الاعتقاد بعد الإقرار بالتوحيد هو الإقرار بالرسالة ، الذي به يصير المقرّ مسلما وهو أعم من الإيمان . ففي الوافي عن الكافي بإسناده عن سماعة قال : قلت لأبي عبد الله عليه السّلام : أخبرني عن الإسلام والإيمان أهما مختلفان ؟ فقال : " إنّ الإيمان يشارك الإسلام والإسلام لا يشارك الإيمان " فقلت : فصفهما لي ، فقال : " الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله ، والتصديق برسول الله ، به حقنت الدماء ، وعليه جرت المناكح والمواريث ، وعلى ظاهره جماعة الناس ، والإيمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الإسلام ، وما ظهر من العمل به ، والإيمان أرفع من الإسلام بدرجة ، إنّ الإيمان يشارك الإسلام في الظاهر ، والإسلام لا يشارك الإيمان في الباطن وإن اجتمعا في القول والصفة " . ففي هذه الرواية جعل الفرق بينهما بأنّ الإسلام هو الإقرار اللساني ، والإيمان هو الإقرار القلبي ، فهما وإن اشتركا ظاهرا إلا أنّ الإسلام يفارق الإيمان ، لاختصاص الإسلام بالظاهر وهو بالباطن . وفيه بإسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : " الإيمان يشارك الإسلام والإسلام لا يشارك الإيمان " . وفيه بإسناده عن الفضيل بن يسار قال : سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول : " إنّ