وفي السفينة نقلا عن البحار قال أمير المؤمنين عليه السّلام في وصيته لكميل : يا كميل قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله قولا أعلنه والمهاجرون والأنصار متوافرون يوما بعد العصر يوم النصف من شهر رمضان قائم على قدميه من فوق منبره : " علي منّي وابناي منه والطيّبون منّي ومنهم وهم الطيبون بعد أمّهم ، وهم سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلَّف فيها هوى ، الناجي في الجنة والهاوي في لظى " . وفيه أيضا روى الشيخ الشهيد رحمه الله في إجازاته إلى أن قال : عن داود بن سليمان العازي ، عن الإمام المرتضى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السّلام عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليه السّلام عن النبي صلَّى الله عليه وآله قال : " مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلَّف عنها زجّ في النار " . وفي النهج : من خطبة له عليه السّلام يذكر فيها آل محمد عليهم السّلام : " هم عيش العلم ، وموت الجهل ، يخبركم حلمهم عن علمهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، وصمتهم عن حكم منطقهم ، لا يخالفون الحقّ ولا يختلفون فيه ، هم دعائم الإسلام ، وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحقّ إلى نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته ، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية ، لا عقل سماع ورواية ، فإنّ رواة العلم كثير ، ورعاته قليل " [1] . وفي الصلوات عليهم : " اللهم صل على محمد وآل محمد ، الفلك الجارية في اللجج الغامرة ، يأمن من ركبها ، ويغرق من تركها ، المتقدم لهم مارق ، والمتأخر عنهم زاهق ، واللازم لهم لاحق " . وفي الكافي ، باب أوصاف الإمام حديث طويل منه قوله عليه السّلام : " والحارّ لمن يصطلي به " ويكفيك في هذا الأمر الجمل الواردة في زيارة الجامعة الكبيرة وسيأتي شرحها ، بل الأخبار المعتبرة كثيرة جدّا ، وقد دلَّت على أنّ المعارف الإلهية عندهم بل هي هم وليس عند غيرهم منها شيء إلا ما خرج منهم ، وإنّ السير هو ما كان