responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 294


ضرورة أنه بعد ما نسي الحقّ وغفل عنه واشتغل بملاذّ [1] النفس فقد نسي النفس ، وما أريد منها في عالم الاختيار أيضا ، وحينئذ لو سمع شيئا من المعارف يراه خارجا عن نفسه ومنفصلا عنها إذ نفسه لا تدرك حينئذ إلا الماديات ، فالمعارف عندها خارجة عن حيطة دركها ولذا ربما تنكر ما سوى المادة بأشدّ النكر كما هو دأب الطبيعيّين .
وكيف كان : فلمكان رسوخها في المادة قد نسيت حقيقتها الأصليّة ومرتبتها العليا على هذه النشأة من عالم المثال ، فضلا عما هو فوقه من ساير العوالم أو المعارف الإلهية ، ولذا ترى أنّك لو تكلَّمت معه بشيء من المعارف تجده كالحيوان لا يدرك منها شيئا ، وأما إذا نسي الحدّ والماديات ، وتعلَّق قلبه بالتوجه إليه تعالى ، فلا محالة يكشف عنده المثال ، فإن نسي حدوده انكشف عنده عالم العقل المحيط به ، وإن نسي حدوده انكشفت له الحقائق ، وسيأتي بيانها ، وحينئذ أيضا تنكشف له حقيقة نفسه التي نسيها المتوغل في المادة ، وهي محفوظة في جميع العوالم المعبر عنها فيها بقوله : أنا .
فتحقق بهذا البيان العلمي إمكان الوصول إلى المعارف لكلّ أحد ، وإمكان مشاهدته باطنه الخفيّ من مراتبه ، وموجودات عوالمه ، والأسرار الكامنة فيه ، كلّ ذلك بالعمل الصالح والتوجه الدائم إليه تعالى .
وهنا بيان آخر مجمل لإمكان الوصول إلى المعارف ، وحاصله أنّ النفس بما لها من الصفات والجنود حجب ظلمانية للروح ، قال عليه السّلام : " ثم خلق الجهل من البحر الأجاج ظلمانيا " وفي الحديث : " إنّ بين الله وبين خلقه سبعين ألف حجاب من نور وظلمة " وعن الصادق عليه السّلام كما في مصباح الشريعة : " لا حجاب أظلم وأوحش بين الله وبين خلقه من النفس والهوى " .
فيعلم أنّ الروح قد سترت عنه المعارف لمكان هذه الصفات النفسية ، وكيفية حجابها له مدرك بالوجدان في الجملة لكلّ أحد ، ضرورة أنّ الإنسان إذا اشتدّ



[1] ملذّ : موضع اللَّذة جمع ملاذّ . .

294

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست