تحصيل المعارف لا غيرهم الجمل الواردة في زيارة الجامعة الكبيرة التي نحن بصدد شرحها ، وما في الصلوات الواردة في أعمال شعبان . ومن المعلوم بالبداهة أنهم عليهم السّلام هم الوسائط الشرعية والتكوينية للوصول إلى معرفته تعالى . والأخبار بها متضافرة في كتب الأصحاب ( رضوان الله عليهم ) كما لا يخفى على المتتبع قليلا ، وعليه فكيف يمكن للإنسان الركون إلى غيرهم فهل فيه إلا الضلال والإضلال ؟ ولعمري إنّ هذا واضح وسيأتي في طي الكلمات الآتية ما يدل عليه . هذا ولكن هناك شبهة وهي أنه ربما يتوهم اختصاص المعارف بهم عليهم السّلام ولا يمكن لغيرهم الوصول إليها ، ولكنها شبهة ما أوهنها ومحصّل الكلام في الجواب عنها مضافا على ما تقدم بأمرين : الأول : الأخبار الواردة في هذا الموضوع وهي كثيرة نذكرها في باب كيفية السير إلى المعارف ، وعند بيان المراد من معرفته تعالى في محلَّه إلا أنّنا نذكر بعضها : ففي التوحيد بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : " قلت له أخبرني عن الله عز وجل هل يراه المؤمنون يوم القيامة ؟ قال : نعم وقد رأوه قبل يوم القيامة فقلت : متى ؟ قال : حين قال لهم : ألست بربّكم قالوا بلى 7 : 172 ثم سكت ساعة ثم قال : وإنّ المؤمنين ليرونه في الدنيا قبل يوم القيامة ، ألست تراه في وقتك هذا ؟ قال أبو بصير : فقلت له : جعلت فداك فأحدّث بهذا عنك ؟ فقال : لا ، فإنّك إذا حدّثت به فأنكره منكر جاهل بمعنى ما تقوله ثم قدّر أنّ ذلك تشبيه ، كفر ، وليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين ، تعالى الله عما يصفه المشبّهون والملحدون " [1] . وفيه أيضا عن هشام في حديث الزنديق حين سأل الصادق عليه السّلام عن حديث نزوله تعالى إلى سماء الدنيا " بأنه ليس كنزول جسم عن جسم إلى جسم ، إلى أن