وكيف كان فالطريق منحصر في متابعتهم : ففي الكافي بإسناده عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول : " ليس عند أحد من الناس حقّ ولا صواب ، ولا أحد من الناس يقضي بقضاء الحقّ إلا ما خرج منا أهل البيت ، وإذا تشعّبت بهم الأمور كان الخطأ منهم والصواب من علي عليه السّلام " وهذه الرواية وإن كان ذيلها ناظرا إلى تخطئة أهل الخلاف إلا أن صدرها ينفي الحق والصواب مطلقا من الأصول والمعارف وغيرهما عن كلّ أحد إلا ما كان منهم . وفيه بإسناده عن أبي حمزة قال : قال لي أبو جعفر عليه السّلام : إنّما يعبد الله من يعرف الله ، فأمّا من لا يعرف الله فإنما يعبد هكذا ضلالا ، قلت : جعلت فداك فما معرفة الله ؟ قال : تصديق الله عز وجل وتصديق رسوله صلَّى الله عليه وآله وموالاة علي عليه السّلام والائتمام به وبأئمة الهدى عليهم السّلام والبراءة إلى الله عز وجلّ من عدوّهم . فقوله : والائتمام به وبأئمة الهدى عليهم السّلام ظاهر في أنّ معرفته تعالى حاصلة بهذا لا غير . وفي الوافي نقلا عن التهذيب بإسناده عن حمّاد عن محمد ، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال في حديث طويل : إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام قال : " الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى بيّنت للأمّة ما تحتاج إليه " وعنه صلَّى الله عليه وآله : " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها " . وفي الكافي بإسناده عن أحمد بن عمر قال : سألت أبا الحسن عليه السّلام لم سمي أمير المؤمنين ؟ قال : " لأنه عليه السّلام يميرهم العلم ، أما سمعت كتاب الله : ونمير أهلنا " 12 : 65 . وفي أخرى في الكافي أيضا قال : لأنّ ميرة [1] المؤمنين من عنده يميرهم العلم . أقول : الميرة هو الطعام ، أي يطعمهم العلم . ويكفيك في كونهم الواسطة إلى
[1] الميرة : الطعام الذي يدخره الإنسان . جمع مير . .