responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 285


تقبيله أبويه للاحترام ، ففي كلّ منهما لذة مع أنّ بينهما بون بعيد ، فالمحترق قلبه حبّا لله يلتذ به ويقول : " أستغفرك من كلّ لذة بغير ذكرك " والسائر في نفسه أيضا ملتذّ بنحو بينهما فرق وبون بعيد جدّا ، وهذا التفاوت مما ورد مضمونه من أنّ قبلة المرأة شهوة ، وقبلة الأبوين عبادة ، وقبلة الطفل شفقة فلكلّ منها قبلة لها لذة مع ما بينها من الفرق .
فالسالك إلى الله حقّا ملتذ ، والسالك في النفس ملتذ ، ولكن أين هذا من ذاك ؟ ، ولعمري إنّ السالك إلى الله تعالى لفي خطر من هذا عظيم ، ولا ينجو منه إلا من أدركته العناية الأزلية ، نسأل الله العافية وحسن العمل .
ثم إنّ كتب الأصحاب ( رضوان الله عليهم ) مشحونة من ذكر حالات الصوفية ( لعنهم الله وأخزاهم ) فمن أراد فليطالعها ، إلا أنّي ذكرت منشأ هذا الانحراف عن الحق ، وأنّه من متابعة النفس مع عدم تهذيب الأخلاق ، وإلا فرد أقاويلهم الباطلة مما لا يخفى على أحد ، ضرورة أنّ شناعة أفعالهم ظاهرة لكلّ أحد ، وكفى في بيانه ما تقدم عن الهادي عليه السّلام مما قاله لأبي هاشم الجعفري من حال جماعة من الصوفية ، الذين دخلوا المسجد فإنه عليه السّلام بيّن حالهم وخصائصهم بما لا يخفى على أحد ، ولعمري إنه هو المايز بين المحق والمبطل من المدعي للمعارف الإلهية ، الذي اشتبه علينا أمره ، وبه النجاة من مكائدهم .
فإنهم ( لعنهم الله ) أضرّ على الإسلام والمسلمين من ضرر أهل السقيفة ومعاوية ويزيد وأشباههم ، ولذا عبّر عنهم الباقر عليه السّلام فيما تقدم عن سدير عنه عليه السّلام بالصادين عن دين الله ، وقرن أحد الأكابر من المتصوفة وهو سفيان الثوري مع أبي حنيفة في الصد عن الدين ، فإنّ كلا منهما مضرّ بالدين غاية الأمر هذا بلسان وذاك بلسان آخر .
وقد صنّفوا في عصرنا في ردّهم كتبا عديدة إلا أنّه مع أنّهم - جزاهم الله خيرا - بالغوا في ردّ الصوفية ( لعنهم الله ) وأتو بالكلام الفصل ، قد خلطوا في البيان بما ستروا

285

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست