responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 283


إلى أوليائهم 6 : 121 بل ورد أنّه كما يتنزّل الروح في ليلة القدر على الإمام عليه السّلام فكذلك الشيطان يتنزل على أوليائه .
ثم إنّ السير في صفات النفس إلى أن يصل إلى الشيطان ، قد يكون ممن لا يقرّ بدين أصلا ، وقد يكون ممن يعتقد الدين حقّا ، ولكنه يعمل على طبق مشتهيات النفس فهو يعبد هواه فأضلَّه الله على علم ، فالمعتقد بالحقّ أيضا لمّا لم يعمل على طبق وظيفته ، فربما ينسلخ عن الدين تدريجا إلى أن يترسّخ فيه الشيطان ، وقد تقدم أنّ الجهل والكفر يبغضان الإيمان فإذا ترسّخ هذا الرجل في الجهل فيصل إلى إنكاره وبغضه أخص المعارف ، وأخص المعتقدات الحقّة من الدين ، ويقول بالحلول تارة وبالإباحة أخرى ، أو يدعي مقامات لم يدّعها أحد ، ويتظاهر بها ، كما هو المشاهد من أكابر المتصوفة ( لعنهم الله ) .
نعم ، للنفس كما علم مقامات عالية جدّا إلا أنه لما لم يصب بالحقّ فيغترّ بما أصابه من مراتب الجهل ، مع أنّها في جنب مقامات المؤمن الكامل كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ، فالمتصوفة كلَّهم سائرون في تقوية النفس ، وما لها من القوى ، فهم في شؤون الكفر يتردّدون ، فلا محالة يبغضون الحقّ وأهله ، فترى أكابرهم يبغض أكابرنا من الأئمة عليهم السّلام وأتباعهم يبغضون العلماء الأبرار .
ثم إنّ سيرهم في النفس قد يكون من أول الأمر ، ككثير من الصوفية من غير المسلمين ، وقد يكون بعد مدة مديدة .
توضيحه : أنّ كثيرا من الناس يشتغلون في ابتداء أمرهم بالعلم النافع المأخوذ عنهم عليهم السّلام ويعملون على طبقه إلا أنه ربما تعرضهم بعض الصفات الكامنة في أنفسهم للنفس في طيّ سيرهم فينحرفون من هناك ، فلذا نرى كثيرا من الناس قد علموا وعملوا بالحقّ ، وظهرت منهم الآثار الحسنة إلا أنهم قد انحرفوا في أواخر

283

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست