responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 281


قال أمير المؤمنين عليه السّلام في نهج البلاغة : " قد أحيا عقله ، وأمات نفسه ، حتى دقّ جليله ، ولطف غليظه ، وبرق له لامع كثير البرق ، فأبان له الطريق ، وسلك به السبيل " الحديث .
وقد تقدم وورد أنّ العمل من الإيمان والإيمان من العمل والإيمان عمل كلَّه ، فالعمل له دخل تامّ بل تمام الدخل في الاتصاف بصفات العقل ، والسير في مراتب الإيمان بواسطته ، بل وكذا له الدخل في الاتّصاف بصفات الجهل فإنه أيضا ترسّخ فيه صفاته ، بالعمل على طبقه وبمتابعة الشيطان .
إذا علمت هذا فاعلم : أنّ بعض الناس لما لم يركنوا حقيقة إلى الشرع من الكتاب والسنة والعترة الهادية ( صلوات الله عليهم أجمعين ) إما لاغترارهم بما علموا من علم الفلسفة وقوانينها بظنّهم أنها تكفيهم للوصول إلى الدرجات العالية ، ضرورة أنّ الفلسفة توجب الغرور لمن لم تتهذب نفسه بالأخلاق الحميدة أوّلا - كما هو المشاهد من كثير من المشتغلين به - فترى بعضهم يرى نفسه في أعلى محلّ لا يكاد يخطَّئ نفسه في أمر مما بني عليه ، فهذا الرجل لا يعرف الله ولا رسوله ولا الأئمة ولا الشرع إلا بنظره الذي استنبطه من الفلسفة .
فتراه يتصرّف في جميع المعارف الإلهيّة من مباحث التوحيد وغيره فيأخذ منها ما يوافق عليه قواعد الفلسفة ، فهو لا يعرف لأحد الفضل إلا لنفسه ، وقد ورد عن الصادق عليه السّلام : " من لا يعرف لأحد الفضل فهو المعجب برأيه " فهذا أيضا هو المعجب برأيه ، والمعجب يكون خطأه أكثر من إصابته .
والحاصل : أنّ الفلسفة مع إنّا في غنى عنها ببركة القرآن وكلمات العترة الطاهرة ، قلّ من يصيب فيها الحقّ إلا من هذّب نفسه بالأخلاق الحميدة - ضرورة أنّ الفلسفة خصوصا الإلهيّات منها تحكي عن مطالب تكون ما وراء عالم الطبيعة ، وعمّا هو ما وراء طور العقل فكيف بتفهيمها من هو منغمر في الطبيعة وفي صفات الجهل ؟ - وكيف كان فهؤلاء قوم ركنوا إلى علم الفلسفة مع عدم تهذيبهم للأخلاق ،

281

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست