( وهم أهل النار ) لهم شهيق كشهيق الحمار ، وقولهم كقول الفجار ، وعملهم عمل الجهال وهم ينازعون العلماء ، ليس لهم إيمان وهم معجبون بأعمالهم ، ليس لهم من عملهم إلا التعب . وفي المحكي عن كتاب الكافي بإسناده عن سدير قال : قال الباقر عليه السّلام : يا سدير أفأريك الصّادين عن دين الله بلا هدى من الله ولا كتاب مبين ؟ هؤلاء الأخابث ، ثم نظر إلى أبي حنيفة وسفيان الثوري في ذلك الزمان وهم حلق في المسجد ، فقال : هؤلاء الصادّون عن دين الله بلا هدى من الله ، ولا كتاب مبين ، إنّ هؤلاء الأخابث لو جلسوا في بيوتهم ، فجال الناس فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسول الله صلَّى الله عليه وآله حتى يأتونا نخبرهم عن الله وعن رسول الله صلَّى الله عليه وآله . أقول : هذه جملة من الأخبار في هذا الباب وهناك أخبار أخر أغنانا عنها ما ذكرناه ، إذا علمت هذا فاعلم : أنّ لفظ الصوفي والتصوف بما هو لفظ مع قطع النظر عمّا يراد منه لا يكون محكوما بشيء من المدح أو الذم ، ضرورة أنّ الألفاظ قوالب للمعاني ، ولها عنوان الحكاية عمّا استعملت فيه ، فإذا لا بدّ من تحقيق المعنى الذي استعمل فيه لفظ الصوفي في لسان أهل البيت عليهم السّلام ليميز عن غيره معنى لا لفظا . ضرورة أنه لو يسمى شخص تقية بالصوفي فهذا لا يكاد يتوجه إليه ذمّ ، لعدم اتّصافه بمعناه كما دلّ عليه ما روي عن الرضا عليه السّلام من قوله : " وأمّا من سمّى نفسه صوفيا للتقية فلا إثم عليه " . وفي رواية أخرى عنه عليه السّلام بزيادة قوله : " وعلامته أن يكتفي بالتسمية ولا يقول بشيء من عقائدهم الباطلة " . فهذا الخبر صريح بأنّ الصوفي الملعون هو الذي اتّصف روحا بتلك العقائد الباطلة دون التسمية فقط ، فالعبرة إذا بالاتصاف بتلك العقائد فقط . فنقول : المستفاد من الأخبار الكثيرة المذكورة في الكافي وتوحيد الصدوق وسيأتي ذكرها إن شاء الله : أنّ الله تعالى خلق الأرواح قبل الأبدان ، وفي عالم الذر ، وكانت في ذلك العالم عارفة بربّها ، ثم لمصلحة جعلها الله تعالى في الأبدان وأهبطها