responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 272


الدين على ما تقدم وما يأتي بيانها ، وأما معرفته تعالى فلا يكون معلولا لشيء ، نعم ، المؤمن الكامل قابل لأن يقذف الله تعالى نور معرفته في قلبه .
والحاصل : أنّ حقيقة معرفته منه تعالى لا غير ، ولا يكون إلا لأخصّ أوليائه قال عليه السّلام : يا من دلّ على ذاته بذاته ، فلا دليل على معرفته إلا به .
إذا علمت هذا فاعلم : أنّ تلك المعارف التي أشير إليها إجمالا وتأتي تفصيلا قد خفيت على كثير من الأفاضل بل العلماء ، والوجه فيه عدم التمييز بين حقّها وباطلها إذ قد اشتبه بعضها مع بعض المخترعات من الصوفية ( عليهم لعائن الله أبد الآبدين ) وحينئذ فخاف الخوض فيها من لم يتبع مظانها الحقيقية وهي كلمات أهل بيت العصمة عليهم السّلام وحيث إنّ الأغلب غير عاملين بالوظائف الموصلة إليها مع أنّه لا يكاد يفهمها إلا من كان مهذّبا بالعلم والعمل كما علمت ، ولذا تخلَّوا عنها واكتفوا ببعضها الذي لا سترة عليه ولم يتجاوزوا عنه شيئا .
وهذا من مفاسد اختلاط الحقّ بالباطل ، ضرورة أنه لم يزل منذ بعث الله النبيّ صلَّى الله عليه وآله لدولة الباطل جولة ولأهله صولة ، وقد نسجوا لأهويتهم الباطلة الردية ما هو أهون من نسج العنكبوت وستروا بها محض الحق ، ولكنّ الله تعالى يحقّ الحق بكلماته ولو كره الكافرون .
قال عليه السّلام في نهج البلاغة : " إنّما بدء وقوع الفتن أهواء تتّبع ، وأحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب الله ، ويتولَّى عليها رجال رجالا على غير دين الله ، فلو أنّ الباطل خلص من مزاج الحقّ لم يخف على المرتادين ، ولو أنّ الحقّ خلص من لبس الباطل ، انقطعت عنه ألسن المعاندين ، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ، ومن هذا ضغث ، فيمزجان ، فهنا لك يستولي الشيطان على أوليائه ، وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسني [1] .
هذا ولكن الحق وإن لم يزل تعارضه أهوية المبطلين ، إلا أنه واضح لأهل



[1] نهج البلاغة ، الخطبة - 50 . .

272

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست