أقول : وإليه يشير أيضا قوله تعالى : فاستقم كما أمرت 11 : 112 وما في الكافي تحت عنوان : إنّ الطريقة التي حثّ على الاستقامة عليها ولاية علي عليه السّلام بإسناده عن يونس بن يعقوب ، عمّن ذكره ، عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالى : وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا 72 : 16 قال : يعني لو استقاموا على ولاية علي بن أبي طالب أمير المؤمنين والأوصياء من ولده عليهم السّلام وقبلوا طاعتهم في أمرهم ودينهم ، لأسقيناهم ماء غدقا يقول : لأشربنا قلوبهم الإيمان بولاية علي والأوصياء . وفي نهج البلاغة في مدح النبيّ صلَّى الله عليه وآله : ولقد قرن الله به صلَّى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن الأخلاق . وفيه أيضا تنبيها لعقيل : فظنّ أني أبيعه ديني وأتبع قياده مفارقا طريقتي . وفيه أيضا في ذم المفارقين عن الطريقة : ولو فكروا في عظيم القدرة وجسيم النعمة لرجعوا إلى الطريق . وفي توحيد الصدوق رحمه الله بإسناده عن الحارث الأعور قال : خطب أمير المؤمنين عليه السّلام إلى أن قال عليه السّلام : وأعينوا أنفسكم بلزوم الطريقة المستقيمة وهجر الأمور المكروهة ، وقال عليه السّلام في دعاء مكارم الأخلاق : اللَّهمّ اسلك بي الطريقة المثلى . فعلم أنّ المشي على طبق الوظائف الشرعية بأجمعها هو المراد من الطريقة لا غير ، والعلم المتكفّل لبيانها بهذا اللحاظ يسمى بعلم الطريقة ، وسيجئ لهذا مزيد توضيح . والمراد من علم الحقيقة هو وجدان واقع المعارف الإلهية قلبا ، التي يكون أخصّها هو معرفته تعالى ، وهو نور يقذفه الله في قلب من أراد أن يهديه ، ولا يصل إليها إلا من سبقت له من الله الحسني ، ولا يكون لأحد فيه الصنع ، كما تدل عليه الأخبار الآتية في محلَّه . ضرورة أنّ المشي على الطريقة المستقيمة إنما هو يوجب الاشتمال على مراتب