responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 269


توجّه بهم ، أو أنّ معرفته تعالى منحصرة في بيانهم ، وهو لا يكون إلا بعد معرفتهم ، لعدم معرفة غيرهم معرفة الله ولبيانها ، فصحّ التعبير عن معرفته تعالى بقوله عليه السّلام : " معرفة أهل كل زمان إمامهم " .
ويمكن أن يكون الوجه في ذلك أن المخاطب لم يكن أهلا لتفهّم معنى معرفة الله تعالى ، ففسّرها عليه السّلام باللازم لها من معرفة الإمام عليه السّلام وسيجئ له مزيد توضيح في محلَّه إن شاء الله تعالى .
ولا ريب أنّ لتلك المعارف طريقا يوصل السالك فيه إليها ، وهو ما بيّنه الكتاب الكريم وفسّرته العترة الطاهرة لا غير ، ثم إنّ ما بيّنه الشرع المبين يرجع إلى قسمين :
الأول : بيان الأحكام بما لها من الأقسام الخمسة ، ومن الأمور الأخلاقيّة وغيرها .
والثاني : بيان ما به كيفية العمل الموصل إلى تلك المعارف .
أما الأول : فالمتكفّل لبيانه هو الكتب الفقهية والأخلاقية .
وأما نفس تلك المعارف فقد علمت أنّ لها وجودا واقعيّا قد حكى عنه لسان الشرع من الكتاب والسنة ، كما صرّح به قوله تعالى في سورة الأعراف : ولكلّ نبإ مستقرّ وسوف تعلمون 6 : 67 أي أن لكلّ نبإ أخبر به الله أو الرسول مستقرّ في نفس الأمر ، ومن المعلوم أنه لا طريق إليه إلا بالعمل على وفق ما بيّنه الكتاب ، فالعمل هو الواسطة بين التعلم والوصول إليه ، ويتوقف العمل على العلم بالأحكام المتوقف عليها العمل .
وهذا العلم هو المقصود من تعبيرهم عن العلم المقصود لغيره بعلم الظاهر والشريعة ، وعن المقصود لذاته بعلم الباطن والحقيقة ، وعن المجموع بعلم الحكمة ، قال الله تعالى : ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا 2 : 269 [1] ومن تقسيمهم العلم إلى : علم الشريعة وعلم الطريقة وعلم الحقيقة ، ضرورة أنّ المراد من علم الظاهر



[1] البقرة : 269 . .

269

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست