responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 260


محمد عليهم السّلام ، فلا محالة له شأنية أن ينصب نفسه في أرفع محل ، لتصيير كلّ فرع إلى أصله ، ولبيان جواب الأسئلة المشكلة جدّا ، فنرى يتكلم بالحكمة بما يتعجب منه الحكماء ، كيف لا يكون كذلك ، وقد أصبح بنور يقظة في سمعه وبصره وفؤاده ؟ فهذا الذي قد شرح الله صدره ، يعلم ويفهم من الآيات والأخبار بطونها وما لا يكاد يفهمه غيره ، وعليه فكيف يجوز لمن قلبه مظلم بأشدّ الظلمة يعارض هذا الرجل الكامل ؟ ضرورة أنّ الجاهل يعارضه مستدلا بما يفهمه من الأدلة مع ظلمة قلبه ، وذاك الكامل يفهم من هذه الأدلَّة نفسها ما هو أدقّ ، ولا يمكنه تفهيمه له ، فلا محالة تقع المعارضة بلا علاج .
فإن قلت : فما المخرج ؟ قلت بأمرين :
أحدهما : ما هو وظيفة للجاهل .
والثاني : ما هو وظيفة للكامل .
أما وظيفة الجاهل أي الأول : أنّه لا بدّ من أن يردّ على غيره بما له من المحكمات من الأدلة الشرعية ، وأمّا لو ألقي إليه كلام لم يفهمه ، أو فسّر له كلام بما لا يقبله ، وليس على ردّه دليل محكم من الشرع ، فلا بدّ له من السكوت وترك العناد والمجادلة وردّ علمه لأهله ، لما علمت في حديث علل الشرايع من أنّ الإنكار لما لا يعلم ، لعلَّه يوجب تكذيب الله تعالى فوق عرشه ، وما في حديث جابر من أنّ الإنكار هو الكفر .
ضرورة أنّ القلب قبل تصفيته بذكر الله تعالى يكون معاندا للحقّ كما دلّ عليه قوله عليه السّلام في النهج : أما بعد : " فإن الله سبحانه جعل الذكر ، إلخ " فمن لم يصفّ نفسه فبمقتضى طبعه معاند لما لا يفهمه من الحقّ ، إلا أنّ عقله لو أحياه يحكم بأن لا ينكر ما لم يعلمه حتى يتبين له . إلا إذا كان له دليل محكم من الشرع ، وإليه يشير ما في تحف العقول عن الصادق عليه السّلام من قوله : " وليس للجاهل بحث على العالم " - وسيأتي لهذا مزيد توضيح فيما بعد إن شاء الله - وحينئذ فلا بدّ من السكوت والاشتغال

260

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست