قوله صلَّى الله عليه وآله : " ربّ حامل فقه إلى من هو أفقه " فالحامل للحديث يفهم منه شيئا ، والمحمول إليه يفهم شيئا آخر أدقّ منه ، وقول أمير المؤمنين عليه السّلام كما في التوحيد في باب الرد على الثنوية في حديث طويل إلى أن قال : فقال الرجل : يا أمير المؤمنين كيف لي بأن أعلم أنّي من المؤمنين حقّا ؟ قال عليه السّلام لا يعلم ذلك إلا من أعلمه الله على لسان نبيه صلَّى الله عليه وآله وشهد له رسول الله صلَّى الله عليه وآله بالجنّة ، أو شرح الله صدره ليعلم ما في الكتب التي أنزلها الله عز وجل على رسله وأنبيائه ، قال : يا أمير المؤمنين ومن يطيق ذلك ؟ قال : من شرح الله صدره ووفّقه له ، فعليك بالعمل لله في سرّ أمرك وعلانيتك فلا شيء يعدل العمل [1] . فهذا الحديث ظاهر في أنه لا يعلم بطون ما في الآيات إلا من شرح الله صدره . وفي تفسير الصافي ، رووا عن الصادق عليه السّلام أنّه قال : كتاب الله على أربعة أشياء : العبارة والإشارة واللطائف والحقائق ، فالعبارة للعوام ، والإشارة للخواصّ ، واللطائف للأولياء ، والحقائق للأنبياء ، فلا يكاد يتوجه إلى الإشارات ، وإلى اللطائف والحقائق إلا الخواص والأولياء . والحاصل : أنّ الناس بهذا اللحاظ على قسمين : الأول : من شرح الله قلبه للإسلام . والثاني : من يكون قلبه أشدّ ظلمة من الليل المظلم كما علمت ذلك عن الصادق عليه السّلام . وإلى الأول يشير أيضا ما في نهج البلاغة : " عباد الله ، إنّ من أحبّ عباد الله إليه عبدا أعانه الله على نفسه ، فاستشعر الحزن ، وتجلبب الخوف ، فزهر مصباح الهدى في قلبه ، وأعدّ القرى ليومه النازل به ، فقرّب على نفسه البعيد ، وهوّن الشديد ، نظر فأبصر ، وذكر فاستكثر ، وارتوى من عذب فرات ، سهّلت له موارده ، فشرب نهلا ،