responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 258


قوله صلَّى الله عليه وآله : " ربّ حامل فقه إلى من هو أفقه " فالحامل للحديث يفهم منه شيئا ، والمحمول إليه يفهم شيئا آخر أدقّ منه ، وقول أمير المؤمنين عليه السّلام كما في التوحيد في باب الرد على الثنوية في حديث طويل إلى أن قال : فقال الرجل : يا أمير المؤمنين كيف لي بأن أعلم أنّي من المؤمنين حقّا ؟ قال عليه السّلام لا يعلم ذلك إلا من أعلمه الله على لسان نبيه صلَّى الله عليه وآله وشهد له رسول الله صلَّى الله عليه وآله بالجنّة ، أو شرح الله صدره ليعلم ما في الكتب التي أنزلها الله عز وجل على رسله وأنبيائه ، قال : يا أمير المؤمنين ومن يطيق ذلك ؟ قال : من شرح الله صدره ووفّقه له ، فعليك بالعمل لله في سرّ أمرك وعلانيتك فلا شيء يعدل العمل [1] .
فهذا الحديث ظاهر في أنه لا يعلم بطون ما في الآيات إلا من شرح الله صدره .
وفي تفسير الصافي ، رووا عن الصادق عليه السّلام أنّه قال : كتاب الله على أربعة أشياء :
العبارة والإشارة واللطائف والحقائق ، فالعبارة للعوام ، والإشارة للخواصّ ، واللطائف للأولياء ، والحقائق للأنبياء ، فلا يكاد يتوجه إلى الإشارات ، وإلى اللطائف والحقائق إلا الخواص والأولياء .
والحاصل : أنّ الناس بهذا اللحاظ على قسمين :
الأول : من شرح الله قلبه للإسلام .
والثاني : من يكون قلبه أشدّ ظلمة من الليل المظلم كما علمت ذلك عن الصادق عليه السّلام .
وإلى الأول يشير أيضا ما في نهج البلاغة : " عباد الله ، إنّ من أحبّ عباد الله إليه عبدا أعانه الله على نفسه ، فاستشعر الحزن ، وتجلبب الخوف ، فزهر مصباح الهدى في قلبه ، وأعدّ القرى ليومه النازل به ، فقرّب على نفسه البعيد ، وهوّن الشديد ، نظر فأبصر ، وذكر فاستكثر ، وارتوى من عذب فرات ، سهّلت له موارده ، فشرب نهلا ،



[1] التوحيد ص 269 . .

258

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست