responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 255


ولعمري إنهم لو تأمّلوا في الأخبار الواردة في المعارف ، وفي الآيات القرآنية والآفاقية والأنفسية لما وقفوا دون أن يصلوا إلى المقصد ، ثمّ إنّك لو تأمّلت في الأخبار المأثورة عنهم عليهم السّلام لرأيت أنّ أغلبها تدعو إلى العمل ولذا قد كثرت عناوين العبادات من الصلاة والصوم والأدعية ليلا ونهارا حتّى للساعات مع تلك التأكيدات ، وليس هذا إلا لأجل أنّ المقصود لمّا كان سوق الروح إليه تعالى بحيث يكون الروح سايرا في المعارف بالعمل على طبق الوظائف ، فلذا أمروا العباد بالاشتغال بالعبادة كلّ على حسب ما يمكنه منها ، وإنّما أمروا عليهم السّلام بالتعلم لما صدر عنهم دون غيرهم ، خصوصا من مثل الفلسفة الموجبة لتشتت البال ، وخصوصا لغير المهذّب نفسا ، بل نهوا عن التعلَّم بما لم يعملوا به ، وهذا هو المقصد الأقصى من الشرع .
ثم اعلم أنه ليس المراد من العمل مجرد إتيان الأعمال بالجوارح فقط ، بل المراد إتيان الأعمال كما ينبغي ، وبما هو صادر عمّن احتوى على المعارف والحقائق الإلهية ، بيانه : إنّ مجرّد دعوى الإيمان أو التشبّث بأئمة الدين عليهم السّلام ، ومجرّد الإتيان بصورة العمل الظاهري لا يؤدي إلى مقام الرضوان والوصل والمعرفة بالعزيز الرحمن وإن كان العامل هكذا ، ربما يكون من أهل النجاة ، وممن تشمله العناية الإلهية ، فيصير من أهل الجنة كما أشرنا إليه سابقا ، إلا أنّه لا يكون من أهل الله وأهل المعرفة وأهل الوصل إلا إذا كان عارفا بطرق المعرفة ويتميّز الطريق المجازي الصوري عن الطريق الحقيقي ، ضرورة أنّ مجرد الإتيان بالأعمال بدون المعرفة يكون طريقا مجازيّا أي غير حقيقي ، وهذا غير موصل إلى المعرفة ، وأمّا الموصل فهو الذي يكون بذرها عن معرفة ثابتة في القلب أولا ، ويكون العمل الشرعي بمنزلة السقي لها ، فإنّ المحقق في محلَّه أنّ وجود الاعتقادات الإيمانية والمعارف الإلهية إنما يتصور في الباطن بالعمل الصالح مقرونا بالتقوى والمحبّة والتوجه التام إليه تعالى ، فحينئذ يؤدّي هذا العمل الصادر عن صاحب هذا القلب المتّصف بتلك الأوصاف المذكورة إلى

255

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست