responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 252


وربما سلك قليلا إلا أنّه وقف في الطريق ، وغفل عن المقصود من إراءة الطريق له ، وكثيرون هؤلاء الذين وقف بهم المشي دون أن يصلوا إلى أعلى مراتب الإيمان والمعارف ، واكتفوا بعلم المعارف دون الاتصاف بحقيقتها ، مع أنّ المقصود من علمها هو الاتصاف بالعمل بحقائقها ، وهؤلاء وإن كانوا مفارقين ظاهرا للفرقة الأولى إلا أنّهم ملحقون بهم باطنا ، لعدم تنور باطنهم بالمعارف التي بها النجاة يوم القيامة إلا أن تشملهم العناية الأزليّة ، ويرجى في حقّهم ذلك ، لأنهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، فلعلّ المغفرة تشملهم إلا أنّهم لفي خطر عظيم كما دلّ عليه الخبر ، وعلى تقدير نجاتهم فليس لهم الدرجات العالية ، بل يدخلون في مرابض الجنة كما نقل ذلك عنهم عليهم السّلام وهذا حال أغلب عوام الناس .
ثم إنّ هؤلاء على قسمين ، منهم : من لا يعرف من الدين ومعارفه إلا ما سمعه من آبائه أو أهل العلم في زمانه ، وأما هو فلا يشتغل إلا لما يهمّه من أمر دنياه ، وليس همّه في نيل تلك المعارف ، فهو عالم بها في الجملة غير عامل بها أبدا ، وهؤلاء الذين يرفعون اليد عن الدين بمجرّد أدنى تشكيك من المشككين ، وهم أبناء كلّ ناعق يميلون مع كلّ ريح ، لأنهم لم يستضيئوا بنور العلم .
ومنهم : من عمل بما علم في الجملة ، واشتمل على المعارف في الجملة ، وعلم أنّ النجاة في تلك المعارف وفي الاتّصاف بها ، وذاق لذّة بعضها إلا أنّه لما كان بعد أسيرا للنفس ولصفاتها ، فلم يصل إلى درجة التخلَّص من النفس والانقطاع إليه تعالى ، كما هو دأب كثيرين من المتعرفة في هذا الزمان ، فإنّهم وجدوا شطرا يسيرا منها ، واكتفوا بذكر البقيّة ، ووقفوا دون الوصول إليها ، ولعمري إنّ الحسرة عليهم يوم القيمة أدوم كما سيجيء . وهؤلاء أيضا على قسمين :
القسم الأول : من قد علموا بل قد اشتملوا على بعضها ، إلا أنّهم لم يصلوا إلى أقصى مراتبها ، ومع ذلك لا ينكرون المعارف الإلهية التي لم تبلغ إليها أرواحهم ، وأنى لهم من إنكارها ، مع أنّ الكتاب الكريم وكلمات العترة الطاهرة مشحونة بها ،

252

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست