responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 251


مدبرا بروحه عنه تعالى وإلا لكان تحصيلا للحاصل .
ثم إنّ من المعلوم أنّ الخطابات الإلهية لا تتوجه إلى عامة الناس على حدّ سواء ، وذلك لما نرى من التفاوت البيّن بين أفهامهم ، فلا يكاد يصل جميعهم إلى ما تضمّنته الخطابات الإلهية من غوامض المعارف وقبولها كما لا يخفى ، فلا محالة يكون كلّ واحد على حسب واجديّته لملكة القبول مخاطبا بخطاب يخصّه ، وعليه فلا بدّ من بيان أقسام الناس ، ثم بيان أنّ أي خطاب منها متوجه إلى أي قسم منهم ، ضرورة أنّ الشرع لم يدع أي طبقة منهم على اختلافهم إلا وقد بيّن لهم ما به صلاحهم ، ووصولهم إلى تلك المعارف إذا عملوا بها فنقول : الناس على أقسام :
الأول : من لا يعلم ولا يكاد يعلم إلا الظاهر من الدنيا ، قال الله تعالى : يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون 30 : 7 [1] فهؤلاء لم يتجاوز علمهم عن محسوساتهم ، ولم يعلموا غير عالم الدنيا بل هم ينكرون ما سمعوا من غير عالمهم ، أو يقلبوها مع ما يقدرون لها من لوازم عوالمهم ، وكيف كان فلا يفقهون قولا من غير مرعاهم وملبسهم الدنيوي ، وهم الذين أخلدوا إلى الأرض ولا يحومون إلا حول أنفسهم .
فهم من - الظالم - حقيقة الذي ورد في حقّه " الظالم يحوم حول نفسه ، فأولئك هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا " لأنّ الحيوانات معذورون في عدم نيلها للمعارف لقصورها الذاتي ، وأمّا هؤلاء فقد أعطاهم الله تعالى العقل ، وبيّن لهم طريق مرضاته ومعارفه ، ولكنهم كفروا بأنعم الله عليهم ، واتبعوا أهواءهم بعد قيام الحجّة عليهم ، فهم حينئذ من الكفار والمعاندين ، أو ملحقون بهم حكما كما سيأتي حال الملحق بهم قريبا إن شاء الله .
الثاني : من قد خرج من ظلمات الكفر وتوجّه إلى السلوك في طريق الرشد ،



[1] الروم : 7 . .

251

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست