responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 24


ويشار إلى بقائهم به تعالى من قوله تعالى : إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا 35 : 41 [1] وقوله تعالى : هو الحيّ القيّوم 2 : 255 [2] فالولي الخاص هو الفاني فيه تعالى الباقي به .
فصل : المراد من الفناء في الله تعالى .
ليس المراد بالفناء انعدام عين العبد مطلقا ، وانمياثه في الذات ، بل المراد منه فناء الجهة البشرية في الجهة الرّبانيّة ، فإنّ العبد مبدئ لأفعاله وصفاته ، قبل الاتصاف بمقام الولاية من حيث البشرية ، فما يفعله يسنده إلى نفسه ، وإن حصل له مقامات الولاية العامّة السابقة ، وهذا هو الشرك الخفي ، الذي لا تخلص له قبل اتّصافه بالولاية الخاصّة ، وأما بعد اتصاف العبد بالولاية الخاصّة وإن كان مبدئا لأفعاله وصفاته ، إلا أنه من حيث الجهة الرّبانيّة لا البشريّة ، فهذه الولاية تصحح النسبة ، فقبل الولاية كان العبد يسند الفعل إلى نفسه ، ويرى نفسه مبدئا له ، وبعدها يسنده إلى الجهة الربوبيّة . ويكون الفاعل هو الله تعالى ويرى العبد حينئذ هذا التوحيد الأفعالي ، ويرى نفسه مبدئا للفعل أي مظهرا له ، فالفاعل هو الله تعالى ، إلا أنّه يظهر فعله في عبده بلحاظ الجهة الربانيّة ، وإليه يشير ما نقل عن أمير المؤمنين عليه السّلام من قوله : قلعت باب خيبر بقوة ربانيّة أي بالجهة الرّبانيّة ، وورد في الحديث المشهور : " فإذا أحببته كنت سمعه الذي به يسمع ، وبصره الذي به يبصر . " فصل : الطريق الموصل إلى الولاية الخاصة في الجملة .
وهي إنما تحصل بالتوجه التّام إلى حضرة الحقّ المطلق المتعالى سبحانه ، إذ بهذا التوجه يقوي الجهة الحقيّة ، والجنبة الإلهية ، التي تلي الرب تبارك وتعالى ، فتغلب هذه الجهة الجهة الخلقيّة ، وهذا التوجّه يزيد ويشتدّ إلى أن تقهر الجهة الربوبيّة والحقّيّة الجهة الخلقيّة وتفنيها من أصلها ، ويحصل عند ذلك الفناء التام .



[1] فاطر : 41 . .
[2] البقرة : 255 . .

24

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست