responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 234


لا يحتمله حتى يخرجه إلى ملك غيره ، والنبي لا يحتمله حتى يخرجه إلى نبي غيره ، والمؤمن لا يحتمله حتى يخرجه إلى مؤمن غيره ، فهذا معنى قول جدّي عليه السّلام .
وفيه [1] بإسناده عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه السّلام : يا أبا محمد إنّ عندنا والله سرّا من سرّ الله ، وعلما من علم الله ، والله ما يحتمله ملك مقرب ولا نبيّ مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، والله ما كلَّف الله ذلك أحدا غيرنا ، ولا استعبد بذلك أحدا غيرنا ، وإنّ عندنا سرّا من سرّ الله ، وعلما من علم الله ، أمرنا بتبليغه فبلَّغنا عن الله عز وجل ما أمرنا بتبليغه ، فلم نجد له موضعا ولا أهلا ولا حمّالة يحتملونه ، حتى خلق الله لذلك أقواما خلقوا من طينة خلق منها محمد وآله وذريته عليهم السّلام ومن نور خلق الله منه محمدا وذرّيته ، وصنعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمدا وذريته ، فبلَّغنا عن الله ما أمرنا بتبليغه فقبلوه واحتملوا ذلك ( فبلغهم ذلك عنّا فقبلوه واحتملوه ) وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا ، فلو لا أنهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك ، لا والله ما احتملوه .
ثم قال : إنّ الله خلق أقواما لجهنّم والنار ، فأمرنا أن نبلَّغهم كما بلَّغناهم ، واشمأزّوا من ذلك ونفرت قلوبهم ، وردّوه علينا ولم يحتملوه وكذّبوا به وقالوا :
ساحر كذّاب ، فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك ، ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحقّ فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة ، ليكون ذلك دفعا عن أوليائه وأهل طاعته ، ولولا ذلك ما عبد الله في أرضه ، فأمرنا بالكفّ عنهم والستر والكتمان ، فاكتموا عمّن أمر الله بالكفّ عنه ، واستروا عمّن أمر الله بالستر والكتمان عنه .
قال : ثمّ رفع يده وبكى وقال : اللهم إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ، ولا تسلَّط عليهم عدوّا لك فتفجعنا بهم ، فإنّك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك ، وصلَّى الله على محمد وآله وسلم تسليما .



[1] هذه الأحاديث في الكافي في الباب المذكور عنوانه : باب إن حديثهم صعب مستصعب . .

234

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست