ففي البحار [1] نقلا عن المحاسن ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن زرارة ، قال : سئل أبو عبد الله وأنا جالس عن قول الله : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها 6 : 160 يجري لهؤلاء ممن لا يعرف منهم هذا الأمر ؟ فقال لا ، إنّما هذه للمؤمنين خاصّة ، قلت له : أصلحك الله ، أرأيت من صام وصلَّى ، واجتنب المحارم ، وحسن ورعه ممن لا يعرف ولا ينصب ؟ فقال : إنّ الله يدخل أولئك الجنة برحمته . فإنّ المستفاد من هذا الحديث أنّ من لا يعرف هذا الأمر ، ولم يكن ناصبا أي لم يكن معاديا ، أي لم يعمل ولم يظهر آثار المعرفة ولا آثار النصب إما لكونه مستضعفا لم يبلغه الحق كما يستفاد من ذلك من بعض الأخبار ، أو أنه ليس أهلا للتمييز كما يرى من بعض عوامهم ، فإن علماءهم قد غرّوهم في بيان الحق ، فهم طالبون للحق إلا أن علماءهم قد بيّنوا لهم أنّ الثلاثة من أهل الحق فهم مشتبهون في المصداق ، وطالبون للحق بالنيّة القلبيّة الصافية بحيث لو ظهر لهم بطلان حقّية الثلاثة لأعرضوا عنهم ، فهؤلاء في الواقع طالبون ومحبّون للأئمة عليهم السّلام إلا أنهم مشتبهون في المصداق كما لا يخفى ، فأولئك يدخلهم الله تعالى الجنة برحمته ، والله ورسوله وابن عمّ رسوله أعلم . تتمة ، أقول : أهمية أمر الولاية على قسمين من المعنى : الأول : من حيث النداء الإلهي والتكليف والإلزام القطعي الشرعي ، بحيث لا رخصة في تركه أبدا كما علمته فيما سبق ، فإنّ الأحاديث السابقة صريحة في هذا المعنى ، وأنّه لا بدّ من الإيمان بالولاية والشهادة بها مقرونا بالشهادتين فلا بدّ من الإقرار والإيمان بها من الكلّ ولو إجمالا ، وإمّا تفصيلا فستأتي الإشارة إليه في بيان معنى الأهمية بالمعنى الثاني ، وسيتضح إن شاء الله مفصّلا في الفصل الثاني . الثاني : من حيث الدقة والفهم والاحتمال ، فالأحاديث الكثيرة دلَّت على أنّ