تعالى وهو جاحد ولاية علي بن أبي طالب لقى الله وهو عليه غضبان ، ولا يقبل الله شيئا من أعماله ، فيوكل به سبعون ملكا يتفلون في وجهه ، ويحشره الله تعالى أسود الوجه زرق العين ، قلنا : يا أبا العباس : أينفع حبّ علي في الآخرة ؟ قال : قد تنازع أصحاب رسول الله في حبّه حتى سألنا رسول الله صلَّى الله عليه وآله فقال : دعوني حتى أسأل الوحي . فلما هبط جبرئيل سأله ، فقال : نسأل ربّي عزّ وجل هذا ، فرجع إلى السماء ثم هبط إلى الأرض ، فقال : يا محمد إنّ الله تعالى يقرأ عليك السلام ويقول : أحبّ عليّا ، فمن أحبّه فقد أحبّني ومن أبغضه فقد أبغضني ، يا محمد حيث تكن يكن ، وحيث يكون محبّوه وإن اجترحوا . وفيه [1] أبو المظفر السمعاني من أعيان علماء العامة في كتاب مناقب الصحابة بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : كان رسول الله صلَّى الله عليه وآله بعرفات ، وأنا وعلي عليه السّلام عنده ، فأومى النبي صلَّى الله عليه وآله إلى علي عليه السّلام فقال : يا علي ضع خمسك في خمسي يعني كفّك في كفي ، يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها ، فمن تعلَّق بغصن من أغصانها دخل الجنة ، يا علي لو أنّ أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا ، وصلَّوا حتى يكونوا كالأوتار ، ثمّ أبغضوك لأكبّهم الله على وجوههم . وفي حديث آخر بسند آخر مثله إلا بتفاوت يسير وفيه : لأكبّهم الله تعالى في النار ، وقد روى هذا الحديث غيره من علمائهم المشهورين أيضا ، فراجع الكتاب المذكور . وفيه [2] أبو المؤيد موفق بن أحمد بإسناده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله : " حبّ علي بن أبي طالب حسنة لا تضرّ معها سيّئة ، وبغضه سيئة لا تنفع